«للإيجاب ؛ وفى الكلام حذف ؛ تقديره : ويأبى الله كل شىء يريدونه من كفر إلا أن يتم نوره ، ف «إن» فى موضع نصب على الاستثناء.
٣٤ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيراً مِنَ الْأَحْبارِ وَالرُّهْبانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوالَ النَّاسِ
بِالْباطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَها
فِي سَبِيلِ اللهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ)
«ولا ينفقونها» : الهاء ، تعود على «الكنوز» ، ودل عليه قوله «يكنزون».
وقيل : تعود على «الأموال» ؛ لأن الذهب والفضة : أموال.
وقيل : تعود على «الفضة» ، وحذف ما يعود على الذهب لدلالة الثاني عليه.
وقيل : تعود على «الذهب» ؛ لأنه يؤنث ويذكر.
وقيل : تعود على «النفقة» ؛ ودل على ذلك «ينفقون».
وقيل : إنها تعود على الذهب والفضة ، بمعنى : «ولا ينفقونهما» ، ولكن اكتفى برجوعها على «الفضة» من رجوعها على «الذهب» ؛ كما تقول العرب : أخوك وأبوك رأيته ؛ يريدون : رأيتهما.
والهاء ان فى قوله : «عليها» ، و «بها» : تحتمل كل واحدة منهما الوجوه التي فى الهاء فى «ينفقونها» المذكورة.
٣٦ ـ (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ
وَالْأَرْضَ مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقاتِلُوا
الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَما يُقاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ)
«كافة» : مصدر فى موضع الحال ، بمنزلة قولك : عافاك الله عافية ، ورأيتهم عامة وخاصة.
«كتاب» : مصدر عامل فى «يوم» ، ولا يجوز أن يكون «كتاب» هنا ، يعنى به الذكر ولا غيره من الكتب ، لأنه يمتنع حينئذ أن يعمل فى «يوم» ؛ لأن الأسماء التي تدل على الأعيان لا تعمل فى الظروف ؛ إذ ليس فيها من معنى الفعل شىء ، فأما «فى» فهى متعلقة بمحذوف هو صفة ل «اثنى عشر» ، الذي هو خبر ، كأنه قال : إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا مثبتة فى كتاب الله يوم خلق ؛ ولا يحسن أن يتعلق «فى» ب «عدة» ، لأنك تفرق بين الصلة والموصول بالخبر ، وهو : اثنا عشر.