وأجاز الفراء رفع «وعد» ، جعله خبرا ل «مرجعكم» ، وأجاز رفع «وعد» ، و «حق» على الابتداء والخبر ، وهو حسن ، ولم يقرأ به.
٥ ـ (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً)
«ضياء» : مفعول ثان ل «جعل» ؛ معناه : جعل الشمس ذات ضياء.
ومن قرأه بهمزتين ، وهى قراءة قنبل ، عن ابن كثير ، فهو على القلب ؛ قدّم الهمزة ، التي هى لام الفعل ، فى موضع الياء المنقلبة عن واو ، التي هى عن الفعل ؛ فصارت الياء بعد الألف والهمزة قبل الألف ، فأبدل من الياء همزة لوقوعها ، وهى أصلية ، بعد ألف زائدة ، كما قالوا : سقاء ، وأصله : سقاى ، لأنه من : سقى يسقى. ويجوز أن تكون الياء لما نقلت بعد الألف رجعت إلى الواو ، الذي هو أصلها ، فأبدل منها همزة ؛ كما قالوا : دعاء ؛ وأصله : دعاو ؛ لأنه من : دعا يدعو ؛ فيكون وزن «ضياء» ، على قراءة قنبل : فلاعا ؛ وأصلها : فعال.
٩ ـ (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمانِهِمْ تَجْرِي مِنْ
تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ)
أصل «هدى» أن يتعدى بحرف جر وبغير حرف ، كما قال الله تعالى : (اهْدِنَا الصِّراطَ) ١ : ٥ ، وقال :
(فَاهْدُوهُمْ إِلى صِراطِ الْجَحِيمِ) ٣٧ : ٢٣
١١ ـ (وَلَوْ يُعَجِّلُ اللهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ)
«استعجالهم» : مصدر ؛ تقديره : استعجالا مثل استعجالهم ، ثم أقام الصفة ، وهى : «مثل» مقام الموصوف ، وهو «الاستعجال» ، ثم أقام المضاف إليه ، وهو «استعجالهم» مقام المضاف ، وهو «مثل» ؛ هذا مذهب سيبويه.
وقيل : تقديره : فى استعجالهم ، فلما حذف حرف الجر نصب ، ويلزم من قدر حذف الجر منه أن يجيز : زيد الأسد ، ينصب «الأسد» على تقدير : كالأسد.
١٦ ـ (قُلْ لَوْ شاءَ اللهُ ما تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلا أَدْراكُمْ بِهِ)
«ولا أدراكم» : روى أن الحسن قرأ بالهمز ، ولا أصل له فى الهمز ؛ لأنه إنما يقال : درأت ، إذا دفعت ، ودريت ، بمعنى : علمت ؛ وأدريت غيرى ؛ أي : أعلمته.