وإن شئت جعلت «أعمالهم» رفعا على البدل من «الذين» ، على المعنى ، و «كرماد» : خبر «الذين» ؛ تقديره : أعمال الذين كفروا كرماد هذه صفته.
«في يوم عاصف» ؛ أي : عاصف ريحه ، كما نقول : مررت برجل قائم أبوه ، لم يحذف «الأب» إذا علم المعنى وقيل : تقديره : في يوم ذي عصوف.
٢١ ـ (وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعاً فَقالَ الضُّعَفاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ
أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ قالُوا لَوْ هَدانَا اللَّهُ لَهَدَيْناكُمْ
سَواءٌ عَلَيْنا أَجَزِعْنا أَمْ صَبَرْنا ما لَنا مِنْ مَحِيصٍ)
«جميعا» : نصب على الحال من المضمر في «برزوا».
«أجز عنا أم صبرنا» : إذا وقعت ألف الاستفهام مع التسوية على ماض دخلت «أم» بعدها على ماض ، أو على مستقبل ، أو على جملة ، نحو (أَمْ أَنْتُمْ صامِتُونَ) ٧ : ١٩٣ ، وإذا دخلت الألف التي بمعنى التسوية على اسم جئت ب «أو» بين الاسمين ، نحو : سواء على أزيد عندك أو عمرو؟
وإن لم تدخل ألف الاستفهام جئت بالواو بين الاسمين ، نحو : سواء على زيد وعمرو.
٢٢ ـ (وَقالَ الشَّيْطانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ
فَأَخْلَفْتُكُمْ وَما كانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ
فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ ما أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ
وَما أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ)
«إلا أن دعوتكم» : أن ، في موضع نصب ، استثناء ليس من الأول.
«وما أنتم بمصرخيّ» : من فتح الياء ، وهي قراءة الجماعة ، فأصلها ياءان : ياء الجمع وياء الإضافة ، وفتحت لالتقاء الساكنين ، وكان الفتح أخف مع الياءات من الكسر.
ويجوز أن يكون أدغم ياء الإضافة ، وهي مفتوحة ، فبقيت على فتحها ، وهو أصلها ، والإسكان في ياء الإضافة إنما هو للتخفيف.
ومن كسر الياء ، وهي قراءة حمزة ـ وقد قرأ الأخفش بذلك ويحيى بن وثاب ـ والأصل عنده في «مصرخى» ثلاث ياءات : ياء الجمع ، وياء الإضافة ، وياء زيدت للمد ، ثم حذفت الياء التي للمد ، وبقيت الياء المشددة مكسورة.
٢٣ ـ (وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا
الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيها سَلامٌ)
«تحيتهم فيها سلام» : ابتداء وخبر.