٣٩ ـ (أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ)
«أن» : فى موضع نصب على البدل من «ما» ، و «الهاء» الأولى فى «اقذفيه» : لموسى ، والثانية : للتابوت.
٥٢ ـ (قالَ عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي فِي كِتابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسى)
ما بعد «كتاب» صفة له من الجملتين ، و «ربى» : فى موضع نصب ، بحذف الخافض ؛ تقديره : لا يضل الكتاب عن ربى ولا ينسى.
ويجوز أن يكون «ربى» : فى موضع رفع ؛ ينفى عنه الضلال والنسيان.
٥٨ ـ (فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنا وَبَيْنَكَ مَوْعِداً لا نُخْلِفُهُ نَحْنُ
وَلا أَنْتَ مَكاناً سُوىً)
«المكان» : نصب ، على أنه مفعول ثان ب «اجعل» ، ولا يجوز نصبه ب «الموعد» ، لأنه قد وصف بقوله «لا» نخلفه نحن ولا أنت ، والأسماء التي تعمل عمل الأفعال إذا وصفت أو صغرت لم تعمل ، لأنها تخرج عن شبه الفعل بالصفة والتصغير ، إذ الأفعال لا تصغر ولا توصف ، فإذا أخرجت بالصفة والتصغير عن شبه الفعل امتنعت من العمل. وهذا أصل لا يختلف فيه البصريون ، وكذلك إذا أخبرت عن المصادر أو عطفت عليها لم يجز أن تعملها فى شىء ، لا بد أن تفرق بين الصلة والموصول ، لأن المعمول فيه داخل فى صلة المصدر ، والخبر والمعطوف عليه داخلان فى الصلة ، ولا يحسن أن يكون «مكانا» فى هذا الموضع ، لم تجره العرب مع الظروف مجرى سائر المصادر معها ؛ ألا ترى أنه قال الله تعالى : (إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ) ١١ : ٨١ ، لم يجز إلا النصب فى «الصبح» ، على تقدير : وقت الصبح ؛ وقد جاء «الموعد» اسما للمكان ، كما قال الله ـ جل وعز ـ : (وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ) ١٥ : ٤٣ وقد قيل : معناه : المكان موعدهم.
وقوله «سوى» ، هو صفة لمكان ، لكن من حذف كسر السين ، جعله نادرا ؛ لأن «فعلا» لم يأت صفة إلا قليلا ؛ مثل : هم قوم عدى ؛ ومن ضم السين أتى به على الأكثر ، لأن «فعلا» كثير فى الصفات ، مثل : رجل حطم ، ولبد ، وشبكع ؛ وهو كثير.
٥٩ ـ (قالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى)
الرفع فى «يوم» على خبر «موعدكم» ، على تقدير حذف مضاف ؛ تقديره : موعدكم وقت يوم الزينة.