وقال بعض العلماء : أعنى أنه فعل سمى فاعله ، وإنما أدغم النون الثانية فى الجيم ؛ وهو قول بعيد أيضا ؛ لأن النون لا تدغم فى الجيم إدغاما صحيحا يكون معه التشديد ، إنما يخفى عند الجيم ، والإخفاء لا يكون معه تشديد.
وقال على بن سليمان : هو فى هذه القراءة ، فعل سمى فاعله ؛ وأصله : ننجى بنونين وبالتشديد ، على «نفعل» ، لكن حذفت النون لاجتماع النونين ، كما حذفت إحدى التاءين فى «فتفرق» ٦ : ١٥٣.
واستدل من قال بهذين القولين الآخرين على قوله بسكون الياء ، فدل سكونها على أنه فعل مستقبل ؛ وفى هذا أيضا قول ضعيف ؛ لأن المثلين فى هذه الأشياء لا يحذف الثاني استخفافا إلا إذا اتفقت حركة المثلين ، نحو :
تتفرقون ، وتتعارفون. فإذا اختلفت لم يجز حذف الثاني ، نحو تتعافر الذنوب ، تتناتج الدواب ؛ والنونان فى «ننجى» قد اختلفت حركتهما ، فلا يجوز حذف البتة ؛ وأيضا فإن النون الثانية أصلية ، والأصلى لا يجوز حذفه البتة ، والتاء المحذوفة فى : «تفرقوا» ، و «تعاونوا» زائدة ، فحذفها حسن ، إذ اتفقت الحركات.
٩٠ ـ (وَيَدْعُونَنا رَغَباً وَرَهَباً وَكانُوا لَنا خاشِعِينَ)
«رغبا ورهبا» : نصب على المصدر.
٩١ ـ (وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها فَنَفَخْنا فِيها مِنْ رُوحِنا وَجَعَلْناها وَابْنَها
آيَةً لِلْعالَمِينَ)
«التي» : فى موضع نصب ، على معنى : واذكر التي.
«آية» : مفعول ثان ل «جعل» ، ولم يثن ، لأن التقدير ، عند سيبويه : وجعلناها آية للعالمين وجعلنا ابنها آية ، ثم حذف الأول لدلالة الثاني عليه.
وتقديره ، عند المبرد ، على غير حذف ، لكن يراد به التقديم ؛ تقديره ، عنده : وجعلناها آية للعالمين وابنها.
٩٦ ـ (حَتَّى إِذا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ)
جواب «إذا» : محذوف ، والمعنى : قالوا يا ويلنا ، فحذف «القول».
وقيل : جوابها : (وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ) الآية : ٩٧ ، و «الواو» : زائدة.