٦٣ ـ (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً)
هذا الكلام عند سيبويه والخليل خبر ، وليست «الفاء» بجواب ، لقوله «ألم تر» ؛ والمعنى عندهما : انتبه يا بن آدم : أنزل الله من السماء ماء فحدث منه كذا وكذا وكذا ، فلذلك أتى «فتصبح» مرفوعا.
وقال الفراء : هو خبر ، معناه : إن الله ينزل من السماء ماء فتصبح الأرض مخضرة.
٦٥ ـ (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ سَخَّرَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ
بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللهَ بِالنَّاسِ
لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ)
«أن» : فى موضع نصب ، على معنى : كراهة أن تقع ؛ ولئلا تقع ؛ ومخافة أن تقع.
٧٨ ـ (وَجاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَباكُمْ وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي
الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ
وَفِي هذا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَداءَ
عَلَى النَّاسِ)
«ملة» : نصب على إضمار : اتبعوا ملة أبيكم.
وقال الفراء : هو منصوب على حرف الجر ؛ تقديره : كلمة أبيكم ، فكلما حذف حرف الجر نصب ، وتقديره : وسع عليكم فى الدين كلمة أبيكم ؛ لأن «ما جعل عليكم» يدل على «وسع عليكم» ؛ وهو قول بعيد.
«هو سمّاكم المسلمين» : هو ، لله جل ذكره ، عند أكثر المفسرين.
وقال الحسن : هو ، لإبراهيم عليهالسلام.
«وفى هذا» : أي : وسماكم المسلمين فى هذا القرآن ؛ والضمير فى «سماكم» يحتمل الوجهين جميعا أيضا.