للبيان ؛ والتقدير : وينزل من السماء جبالا فيها من برد ؛ أي : جبالا من هذا النوع.
وقال الفراء : التقدير : وينزل من السماء من جبال برد ؛ ف «من برد» ، على قول الفراء : فى موضع خفض ، وعلى قول البصريين : فى موضع نصب على البيان ، أو على الجبال.
وقيل : إن «من» الثالثة : زائدة ؛ والتقدير : وينزل من السماء من جبال برد ؛ أي ينزل من جبال السماء بردا. فهذا يدل على أن فى السماء جبالا ينزل منه البرد.
وعلى القول الأول يدل على أن فى السماء جبال برد.
«يذهب بالأبصار» : قرأ أبو جعفر بضم الياء ، من «يذهب» ، وهذا يوجب أن لا يؤتى بالباء ؛ لأنه رباعى من «أذهب» ، والهمزة تعاقب الباء ، ولكن أجازه المبرد ، وغيره ، على أن تكون الباء متعلقة بالمصدر ، لأن الفعل يدل عليه ، إذ منه أخذ ؛ تقديره : يذهب ذهابه بالأبصار. وعلى هذا أجاز : أدخل السجن دخولا بزيد.
٥٣ ـ (وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ قُلْ لا تُقْسِمُوا طاعَةٌ
مَعْرُوفَةٌ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ)
«طاعة» : رفع بالابتداء ؛ أي : طاعة أولى بكم ؛ أو على إضمار مبتدأ ؛ أي : أمرنا طاعة.
ويجوز النصب على المصدر.
٥٥ ـ (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ
الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ
أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً)
«وعد» : أصل «وعد» أن يتعدى إلى مفعولين ، ولكن أن تقتصر على أحدهما ، فلذلك تعدى فى هذه الآية إلى مفعول واحد ، وفسر العدة بقوله : «ليستخلفنهم» ، كما فسر العدة فى «المائدة : ٩» بقوله (لَهُمْ مَغْفِرَةٌ) ، وكما فسر الوصية فى «النساء : ١١» بقوله (لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ).
«تعبدوننى» : فى موضع نصب على الحال من «الذين آمنوا» ، أو فى موضع رفع على القطع.
٥٧ ـ (لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَأْواهُمُ النَّارُ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ)
«لا تحسبن» : من قرأه بالتاء أضمر الفاعل ، وهو النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ و «الذين» و «معجزين» مفعولا «حسب».