فأما من قرأه بضم الدال والهمزة ؛ فإنه جعله : «فعيلا» ، أيضا ؛ من : درأت النجوم ، إذا اندفعت ؛ وهو صفة قليلة النظير.
٣٦ ـ (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ)
«الآصال» : جمع : أصل ، و «الأصل» : جمع : أصيل ، كرغيف ورغف.
وقيل : جمع ، «الأصل» : أصائل.
وقيل : «أصائل» : جمع آصال.
٤٠ ـ (أَوْ كَظُلُماتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ)
«ظلمات» من رفعه ، فعلى الابتداء ، والخبر : «من فوقه» ، أو على إضمار مبتدأ ؛ أي : هذه ظلمات.
ومن خفضها جعلها بدلا من «ظلمات» الأولى ؛ و «السحاب» : مرفوع بالابتداء ، و «من فوقه» : الخبر.
٤١ ـ (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ
كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللهُ عَلِيمٌ بِما يَفْعَلُونَ)
«كلّ قد علم صلاته» : رفعت «كل» ، وفى «علم» ضمير الله ـ جل ذكره ـ ويجوز على هذا نصب «كل» بإضمار فعل تفسيره ما بعده ؛ تقديره : علم الله كلا علم صلاته.
وإن جعلت الضمير فى «علم» ل «كل» بعد نصب «كل» ، لأنه فاعل وقع فعله على شىء من سببه ، فإذا نصبته بإضمار فعل عدّيت فعله إلى نفسه.
وفى هذه المسألة اختلاف وفيها نظر ، لأن الفاعل لا يعدى فعله إلى نفسه ، وإنما يجوز لك فى الأفعال الداخلة على الابتداء والخبر ، كظننت وعلمت ؛ هذا مذهب سيبويه ، فالنصب فى «كل» ، وهو فاعل ، لا يجوز عنده ؛ ويجوز عند الكوفيين.
٤٣ ـ (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يُزْجِي سَحاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكاماً فَتَرَى الْوَدْقَ
يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مِنْ جِبالٍ فِيها مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشاءُ
وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشاءُ يَكادُ سَنا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصارِ)
«وينزّل من السّماء من جبال فيها من برد» : من ، الثانية : زائدة ، و «من» الثالثة :