وقد قيل فى تفسير هذه الآية ، إن معناها : وربك يا محمد يخلق ما يشاء ويختار لولايته ورسالته من يريدهم ابتداء ، فنفى الاختيار عن المشركين وأنهم لا قدرة لهم ، فقال : ما كان لهم الخيرة ؛ أي : ليس الولاية والرسالة وغير ذلك باختيارهم ولا بمرادهم.
٧٦ ـ (إِنَّ قارُونَ كانَ مِنْ قَوْمِ مُوسى فَبَغى عَلَيْهِمْ وَآتَيْناهُ مِنَ الْكُنُوزِ ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ
بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ)
«ما» : فى موضع نصب ب «آتيناه» مفعولا ثانيا ، و «إن» واسمها وخبرها وما يتصل بها إلى قوله «القوة» صلة «ما».
وواحد «أولى» : ذو.
٨٢ ـ (وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ
مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ)
«ويكأنّ الله» : أصلها : وى ، منفصلة من «الكاف».
قال سيبويه عن الخليل فى معناها : إن القوم تنبهوا ، فقالوا : ويكأن ، وهى كلمة يقولها المتندم إذا أظهر ندامته.
وقال الفراء : وى ، متصلة بالكاف ، وأصلها : وويلك إن الله ، ثم حذف اللام ، واتصلت اللام ب «أن».
وفيه بعد فى المعنى والإعراب ؛ لأن القوم لم يخاطبوا أحدا ؛ ولأن حذف اللام من هذا لا يعرف ، ولأنه كان يجب أن تكون «إن» مكسورة ، إذ لا شىء يوجب فتحها.
٨٨ ـ (وَلا تَدْعُ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ
إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)
انتصب «الوجه» على الاستثناء ، ويجوز فى الكلام الرفع على معنى الصفة ، كأنه قال : غير وجهه ؛ كما قال :
وكل أخ مفارقه أخوه |
|
لعمر أبيك إلا الفرقدان |
أي : غير الفرقدين ؛ ف «غير» : صفة ل «كل» ، كذلك جواز الآية.