وقيل : «هذا» : رفع على خبر ابتداء محذوف ؛ تقديره : منه حميم.
ويجوز أن يكون «هذا» فى موضع نصب ب «يذوقوه» ، و «الفاء» : زائدة ، كقولك : هذا زيد فاضربه ، لو لا «الفاء» لكان الاختيار النصب ، لأنه أمر ، فهذا بالفعل ، أولى ، وهو جائز مع ذلك.
٥٨ ـ (وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْواجٌ)
ابتداء وخبر ، و «من شكله» : صفة ل «أخر» ، ولذلك حسن الابتداء بالنكرة لما وصفت. و «الهاء» فى «شكله» : يعود على المعنى ؛ أي : وآخر من شكل ما ذكر.
وقيل : يعود على «حميم» الآية : ٥٧
ومن قرأه «وآخر» ، بالتوحيد ، رفعه بالابتداء أيضا ، و «أزواج» : ابتداء ثان ، «ومن شكله» : خبر ل «أزواج» ، والجملة : خبر «آخر» ؛ ولم يحسن أن يكون «أزواج» خبر عن «آخر» ، لأن الجمع لا يكون خبرا عن الواحد.
وقيل : «آخر» : صفة لمحذوف هو الابتداء ، والخبر محذوف ؛ تقديره : ولهم عذاب آخر من ضرب ما تقدم ، ويرفع «أزواج» بالظرف ، وهو «من شكله».
ولا يحسن هذا فى قراءة من قرأ «وآخر» بالجمع ، لأنك إذا رفعت «الأزواج» بالظرف ، لم يكن فى الظرف ضمير ، وهو صفة لمحذوف ، والصفة لا بد لها من ضمير يعود على الموصوف ، فهو رفع بالظرف ، ولا يرفع الظرف فاعلين.
٦٢ ـ (وَقالُوا ما لَنا لا نَرى رِجالاً كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ)
«ما لنا لا نرى» : ما ، ابتداء ، استفهام ، و «لنا» : الخبر ، و «لا نرى» : فى موضع نصب على الحال من المضمر فى «لنا».
٦٣ ـ (أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ)
«أتخذناهم» : من قرأه على الخبر أضمر استفهاما يعادله «أم» ؛ تقديره : أمفقودون هم أم زاغت عنهم الأبصار.
ويجوز أن يكون «أم» معادلة ل «ما» فى قوله «ما لنا لا نرى» الآية : ٦٢ ، لأن «أم» إنما تأتى معادلة للاستفهام.