ومن قرأ بلفظ الاستفهام جعل «أم» معادلة له ، أو لمضمر كالأول.
ويجوز أن تكون «أم» معادلة ل «ما» فى الوجهين جميعا ؛ كما قال الله جل ذكره : (ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كانَ) ٢٧ : ٢٠ ، وقال : (ما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ أَمْ لَكُمْ) ٦٨ : ٣٦ ، ٣٧
وقد وقعت «أم» معادلة ل «من» ، قال الله تبارك وتعالى : (فَمَنْ يُجادِلُ اللهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ) ٤ : ١٠٩.
٦٤ ـ (إِنَّ ذلِكَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ)
«لحق» : خبر «إن» ، و «تخاصم» : رفع ؛ على تقدير : هو تخاصم.
وقيل : «تخاصم» : بدل من «حق».
وقيل : هو خبر بعد خبر ل «إن».
وقيل : هو بدل من «ذلك» ، على الموضع.
٧٠ ـ (إِنْ يُوحى إِلَيَّ إِلَّا أَنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ)
«إلا أنما» : فى موضع رفع ب «يوحى» ، مفعول لم يسم فاعله.
وقيل : هى فى موضع نصب على حذف الخافض ؛ أي : بأنما ؛ أو : لأنما ، و «إلى» : يقوم مقام الفاعل ل «يوحى».
والأول أجود.
٨٤ ـ (قالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ)
انتصب «الحق» الأول ، على الإغراء ؛ أي : اتبعوا الحق ، أو : الزموا الحق.
وقيل : هو نصب على القسم ؛ كما تقول : الله لأفعلن ، فتنصب بين حذفت الجار ، ودل على أنه قسم قوله «لأملأن» الآية : ٨٥ ، وهو قول الفراء وغيره.
ومن رفع الأول جعله خبر ابتداء محذوف ؛ تقديره : أنا الحق ؛ كما قال : (الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ) ٣ : ٦٠ ، «وانتصب» الثاني ب «أقول».