ويجوز رفعه على الابتداء ، والخبر محذوف.
وهذه المصادر ، التي لا أفعال لها ، الاختيار فيها إذا أضيفت النصب ، ويجوز الرفع ، ولذلك أجمع القراء على النصب فى قوله (وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا) ٢٠ : ٦١ ، وشبهه كثير ، ويجوز فيها الرفع.
فإن كانت غير مضافة فالاختيار فيها الرفع ، ويجوز النصب ، ولذلك أجمع القراء على الرفع فى قوله : (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ) ٨٣ : ١ ، و (فَوَيْلٌ لَهُمْ) ٢ : ٧٩ ، وشبهه كثير.
فإن كانت المصادر من أفعال جارية عليها فالاختيار فيها ، إذا كانت معرفة ، الرفع ، ابتداء وخبر ؛ ويجوز النصب نحو : الحمد لله ، والشكر للرحمن.
فإن كانت نكرة فالاختيار فيها النصب ، ويجوز الرفع ، نحو ، حمدا لزيد ، وشكرا لعمرو ، فهى بضد الأولى. ولم يجز المبرد فى قوله «ويل للمطففين» إلا الرفع.
٢١ ـ (وَاذْكُرْ أَخا عادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ
وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللهَ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ)
«قد خلت النذر» : النذر ، جمع نذير ، كرسول ورسل ، ويجوز أن يكون اسما للمصدر.
٢٤ ـ (فَلَمَّا رَأَوْهُ عارِضاً مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قالُوا هذا عارِضٌ مُمْطِرُنا بَلْ هُوَ
مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيها عَذابٌ أَلِيمٌ)
«رأوه عارضا» : الهاء ، فى «رأوه» : للسحاب ؛ وقيل : للرعد ، ودل عليه قولهم «فأتنا بما تعدنا» الآية : ٢٢
٢٦ ـ (وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيما إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنا لَهُمْ سَمْعاً وَأَبْصاراً وَأَفْئِدَةً فَما أَغْنى
عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلا أَبْصارُهُمْ وَلا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كانُوا يَجْحَدُونَ بِآياتِ
اللهِ وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ)
«فيما إن مكناكم فيه» : ما ، بمعنى «الذي» ، «وإن» : بمعنى «ما» التي للنفى ؛ والتقدير : ولقد مكناهم فى الذي ما مكناكم فيه ؛ و «قد» مع الماضي للتوقع والقرب ، ومع المستقبل للتقليل.
«فما أغنى عنهم سمعهم» : ما ، نافية ، والمفعول «من شىء» ؛ تقديره : فما أغنى عنهم سمعهم شيئا.
ويجوز أن يكون «ما» استفهاما فى موضع نصب ب «أغنى» ، ودخول «من» للتأكيد يدل على أن «ما» للنفى.