٤ ـ (إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ)
«إن الذين ينادونك» ، خبر «إن» : «أكثرهم لا يعقلون» : وهو ابتداء وخبر ، فى موضع خبر «إن».
ويجوز فى الكلام نصب «أكثرهم» ، على البدل من «الذين» ، وهو بدل الشيء من الشيء ، والثاني بعضه.
٦ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ
فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ)
«أن تصيبوا» : أن ، فى موضع نصب ، لأنه مفعول من أجله.
«فتصبحوا» : عطف عليه.
٩ ـ (وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما
عَلَى الْأُخْرى فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلى أَمْرِ اللهِ)
«وإن طائفتان» : ارتفع «طائفتان» بإضمار فعل ؛ تقديره : وإن اقتتلت طائفتان ، وإن كانت طائفتان ، لأن الشرط لا يكون إلا بفعل ، فلم يكن بد من إضمار فعل ، وهو مثل (وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) ٩ : ٦ ، ولا يجوز حذف الفعل مع شىء من حروف الشرط العاملة ، إلا مع «إن» وحدها ، وذلك لقوتها وأنها أصل حروف الشرط.
١٤ ـ (قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَلَمَّا يَدْخُلِ
الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ لا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمالِكُمْ
شَيْئاً إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)
«قل لم تؤمنوا» : إنما أتت «لم» ، ولم تأت «لن» ، لأن «لم» لنفى الماضي ، و «لن» إنما هى نفى لما يستقبل ، فالقوم إنما أخبروا عن أنفسهم بإيمان قد مضى ، فنفى قولهم ب «لم» ، ولو أخبروا عن أنفسهم بإيمان سيكون لكان النفي ب «لن» ، ألا ترى إلى قوله : (فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ) ، فقال : (فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَداً) ٩ : ٨٣ ؛ لأنهم إنما قالوا : نخرج معك يا محمد مستأذنين فى خروج مؤتنف ، فلذلك نفى ب «لن» ولن ينف ب «لم».
«لا يلتكم» : من قرأ بلام بعد الياء ، فهو من : لات يليت ، مثل كال يكيل ؛ ومن قرأ بهمزة بعد الياء ، فهو