وكذلك المفعول فى قوله «عرف بعضه» ، فى قراءة من شدد الراء ؛ أي : عرفها بعضه على بعض ما أفشت لصاحبتها ، وأعرض عن بعض ، تكرما منه صلىاللهعليهوسلم ، فلم يعرفها به.
فأما من خفف الراء ، فهو على معنى : جازى على بعضه ولم يجاز على بعض ، إحسانا منه صلىاللهعليهوسلم.
ولا يحسن أن يكون : معناه : أنه لم يدر بعضه ، لأن الله عزوجل قد أخبرنا أنه قد أظهر نبيه عليه ، فغير جائز أن يظهر على ما أفشت ويعرفه بعض ما أظهره عليه دون بعض ، أو يعرف بعضا وينكر بعضا.
٤ ـ (إِنْ تَتُوبا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاهُ
وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ)
إنما جمع «القلب» ، وهما اثنان ، لأن كل شىء ليس فى الإنسان منه غير واحد إذا قرن به مثله ، فهو جمع ، وقيل : لأن التثنية جمع ، لأنه جمع شىء إلى شىء.
«فإن الله هو مولاه» : هو ، فاصلة ، و «مولاه» : خبر «إن».
ويجوز أن يكون «هو» : ابتداء ، «ومولاه» : الخبر ، والجملة : خبر «إن». وتقف على «مولاه» ، على هذا لا تتجاوزه.
«وجبريل» : ابتداء ، وما بعده عطف عليه ، و «ظهير» : خبر.
ويجوز أن يكون «وجبريل» عطفا على «مولاه».
وتقف على «جبريل» على هذا ، ويكون «وصالحو المؤمنين» ابتداء ، و «الملائكة» : عطفا ، و «ظهير» : خبرا.
ويجوز أن يكون «وصالحو المؤمنين» : عطفا على «جبريل» ، و «جبريل» : عطفا على «مولاه».
و «المولى» ، بمعنى : الولي ، لأن الملائكة والمؤمنين أولياء الأنبياء وناصروهم ، فتقف ، على هذا ، على «المؤمنين» ، ويكون قوله «والملائكة» : ابتداء ، و «ظهير» : خبره ، لأن المتعارف عند القراء الوقف على «مولاه» ، ويكون «وجبريل» : ابتداء يبتدأ به.
٥ ـ (عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْواجاً خَيْراً مِنْكُنَّ)
«أن» : فى موضع نصب خبر «عسى» ، ومثله : «أن يكفر» الآية : ٨.
٦ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً)
«قوا» : فعل قد اعتل فاؤه ولامه ، فالفاء محذوفة لوقوعها بين ياء وكسرة فى قوله «يقى» ، على مذهب البصريين