ويجوز أن يرفع «القلب» بالابتداء ، و «آثم» خبره ، والجملة خبر «إن».
أو أن يجعل «آثم» خبر «إن» ، و «وقلبه» بدل من الضمير فى «آثم» ، وهو بدل البعض من الكل.
وأجاز أبو حاتم نصب «قلبه» ب «آثم» ؛ فنصب على التفسير ؛ وهو بعيد ؛ لأنه معرفة.
٢٨٤ ـ (لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحاسِبْكُمْ
بِهِ اللهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
«فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء» : من جزم عطف على «يحاسبكم» ، الذي هو جواب الشرط.
وروى عن ابن عباس والأعرج أنهما قرءاه بالنصب ، على إضمار «أن» ، وهو عطف على المعنى كما قدمنا فى «فيضاعفه» ؛ فالفاء لعطف مصدر على مصدر حملا على المعنى الأول.
وقرأ عاصم وابن عامر : بالرفع ، على القطع من الأول.
٢٨٥ ـ (آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ
وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقالُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا غُفْرانَكَ رَبَّنا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ.)
«كلّ آمن بالله» : ابتداء وخبر. ووحد «آمن» ، لأنه حمل على لفظ «كل» ، ولو حمل على المعنى لقال : كل آمنوا.
«سمعنا وأطعنا» : معناه : قبلنا ما أمرتنا به ، ومنه قول المصلى : سمع الله لمن حمده ؛ أي : قبل منه حمده. ولفظه لفظ الخبر ، ومعناه الدعاء والطلب ؛ مثل قولك : غفر الله لى ، معناه : اللهم اغفر لى.
٢٨٦ ـ (لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها لَها ما كَسَبَتْ وَعَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا
إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا رَبَّنا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا
رَبَّنا وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا أَنْتَ مَوْلانا
فَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ)
«لا تؤاخذنا ، ولا تحمل علينا ، ولا تحمّلنا» : لفظه كله لفظ النهى ، ومعناه : الطلب ، وهو مجزوم.
«ولا تؤاخذنا» : حكى الأخفش ، آخذه الله بذلك ، وواخذه ، لغتان.
«واعف عنا واغفر لنا وارحمنا ، فانصرنا» : لفظه كله لفظ الأمر ، ومعناه : الطلب ، وهو مبنى على الوقف عند البصريين ، ومجزوم عند الكوفيين.
«ربّنا» : نداء مضاف.