واللام فى «ذلك» ، لام التأكيد ، دخلت لتدل على بعد المشار إليه ، وقيل : دخلت لتدل على أن «ذا» ليس بمضاف إلى «الكاف» ، وكسرت اللام للفرق بينها وبين لام الملك ، وقيل : كسرت لسكونها وسكون الألف قبلها.
والكاف ، للخطاب ، لا موضع لها من الإعراب ، لأنها لا تخلو أن تكون فى موضع رفع أو نصب أو خفض ، فلا يجوز أن تكون فى موضع رفع ، لأنه لا رافع قبلها ، وليست «الكاف» من علامات المضمر المرفوع ، ولا يجوز أن تكون فى موضع نصب ، إذ لا عامل قبلها ينصبها ، ولا يجوز أن تكون فى موضع خفض ، لأن ما قبلها لا يضاف ، وهو المبهم ، فلما بطلت الوجوه الثلاثة علم أنها للخطاب لا موضع لها فى الإعراب.
«الكتاب» ، بدل من «ذا» ، أو عطف بيان ، أو خبر «ذلك».
«لا ريب فيه» : لا مرية ، و «لا ريب» ، كاسم واحد ، ولذلك بنى «ريب» على الفتح ، لأنه مع «لا» كخمسة عشر ، وهو فى موضع رفع خبر «ذلك».
«هدى» : فى موضع نصب على الحال من «ذا» ، أو من «الكتاب» ، أو من المضمر المرفوع فى «فيه» ، والعامل فيه ، إذا كان حالا من «ذا» أو من «الكتاب» ، معنى الإشارة ، فإن كان حالا من المضمر المرفوع فى «فيه» ، فالعامل فيه معنى الاستقرار ، و «فيه» ، الخبر ، فتقف على هذا القول على «ريب».
ويجوز أن يكون مرفوعا على إضمار مبتدأ ، أو على أنه خبر «ذلك» ، أو على أنه خبر بعد خبر.
«المتقين» ، وزنه : المفتعلين ، وأصله : الموتقين ، ثم أدغمت الواو فى الياء فصارت ياء مشددة ، وأسكنت الياء الأولى استثقالا للكسرة عليها ، ثم حذفت لسكونها وسكون ياء الجمع بعدها.
٣ ـ (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ
وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ)
«الذين يؤمنون بالغيب» : «الذين» فى موضع خفض نعت «للمتقين» ، أو بدل منهم ، أو فى موضع نصب على إضمار : «أعنى» ، أو فى موضع رفع ، أو فى موضع إضمار مبتدأ ، أو على الابتداء والخبر.
«يقيمون» : أصله : يقومون ، بعد حذف الهمزة ، ثم ألقيت حركة الواو على القاف ، وانكسرت وانقلبت الواو ياء ، لسكونها أو لانكسار ما قبلها ، ووزنه يفعلون ، مثل : يؤمنون.
«الصّلاة» : أصلها : صلوة ، دل عليه قولهم «صلوات» ، فوزنها فعلة.
٥ ـ (أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)
«أولئك» : خبر «الذين» ، أو مبتدأ ، إن لم يجعل «الذين» مبتدأ ، والخبر «على هدى».