أمّا الآية الثانية فهي تعني لزوم موالاة الله ورسوله والذين آمنوا ، أي أنّ الآية الأُولى جاءت للإخبار بأنّ الولاية إنما هي لله ولرسوله وللذين آمنوا ، ثمّ اتت بمصداق للذين آمنوا ـ وهو الإمام علي ـ وفي الآية الثانية أكّد سبحانه على لزوم موالاة الله ورسوله والذين آمنوا ، مخبراً بأنّ من تولى هذه الولايات الثلاث معاً فهو من حزب الله ( أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) .
فقد جاء عن الإمام علي عليهالسلام أنّه قال : قال لي رسول الله : يا علي أنت وصيّي ، وخليفتي ، ووزيري ، ووارثي ، وأبو ولدي ، شيعتك شيعتي ، وأنصارك أنصاري ، وأولياؤك أوليائي ، وأعداؤكَ أعدائي . . . قولك قولي ، وأمرك أمري ، وطاعتك طاعتي ، وزجرك زجري ، ونهيك نهي ، ومعصيتك معصيتي ، وحزبك حزبي ، وحزبي حزب الله ( وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ) (١) .
ومن خطبة للإمام الحسن عليهالسلام أيام خلافته : نحن حزب الله الغالبون ، وعترة رسوله الأقربون ، وأهل بيته الطيبون الطاهرون ، وأحد الثقلين الذين خلفهما رسول الله . . . (٢) ، وجاء قريب منه عن الإمام الحسين عليهالسلام (٣) . وقد سئل زيد بن علي بن الحسين عن قول رسول الله صلىاللهعليهوآله : من كنت مولاه فعلي مولاه ، قال : نصبه علماً ليعلم به حزب الله عند الفُرْقة (٤) .
وعليه فالله ـ سبحانه وتعالى ـ بعد ان ذكّر المؤمنين ـ في الآيتين الأولى والثانية ـ بأن
__________________
(١) الأمالي للشيخ الصدوق : ٤١٠ / المجلس ٥٣ ، بشارة المصطفى : ٩٧ ، بحار الأنوار ٣٩ : ٩٣ ، ٤٠ : ٥٣ ، ينابيع المودة ١ : ٣٧٠ / الباب ٤١ .
(٢) الأمالي للمفيد : ٣٤٨ ـ ٣٥٠ ، مروج الذهب ٢ : ٤٣١ ، جمهرة خطب العرب ٢ : ١٧ ، الأمالي للشيخ الطوسي : ١٢١ ـ ١٢٢ ، ٦٩١ ـ ٦٩٢ ، بحار الأنوار ٤٣ : ٣٥٩ .
(٣) مناقب آل أبي طالب ٣ : ٢٢٣ ، الاحتجاج ٢ : ٢٢ ، وسائل الشيعة ٢٧ : ١٩٥ .
(٤) الأمالي للصدوق : ١٨٦ / ح ١٩٢ . المجلس ٢٦ .