المراسيل الضعاف ولا سيما أن راويها أبو هريرة الذي حاله أظهر من أن يخفى وقد تصدّى لإثبات كونه متعمّدا في الكذب على الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم سماحة آية الكبرى السيّد شرف الدين العاملي رحمهالله ، وفي دلالتها لأنّ الاحتمالات في الاولى منها ثلاثة :
الاحتمال الأوّل : أن تكون كلمة (ما) موصولة ومفعولا ل (فأتوا) ، وكلمة (من) تبعيضية متعلّقة بما استطعتم ؛ فيكون مفاد الرواية وجوب الإتيان بما هو المقدور من أجزاء المأمور به وشرائطه فالاستدلال بها مبني على هذا المعنى ، ولكن لا يمكن الالتزام بهذا المعنى لوجهين :
الأوّل : فان المكلف الذي يعلم بعدم قدرته على الطواف مثلا لا يجب عليه الإتيان بالبقية اتفاقا.
الثاني : لعدم مناسبة هذا المعنى للسؤال فانّ السؤال انّما هو عن وجوب الحج في كل سنة ولا يناسبه الجواب بوجوب الإتيان بما هو مقدور له من اجزاء المأمور به وشرائطه ، هذا مضافا إلى لحاظ كلمة من في التبعيض لا تشمل تعذّر الشرط ، وذلك كالستر مثلا.
الاحتمال الثاني : أن تكون كلمة (ما) موصولة وكلمة (من) بيانية فيكون حاصل المعنى أنّه إذا أمرتكم بطبيعة فأتوا ما استطعتم من أفرادها ، وهذا المعنى وإن كان متينا في نفسه إلّا انّه لا ينطبق على مورد السؤال أيضا كالأوّل لعدم وجوب الإتيان بما هو مقدور من أفراد الحج في كل سنة بلا خلاف بين المسلمين. هذا مضافا إلى كونه خلاف نفس الرواية فانّها صريحة في عدم وجوب الحج في كل سنة فلاحظ قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : لو قلت نعم لوجب ولما استطعتم ، فلا يمكن حملها على هذا المعنى.
الاحتمال الثالث : أن تكون كلمة (من) زائدة كما في قوله تعالى : (قُلْ