(أَمْ كانَ مِنَ الْغائِبِينَ) أي انتقل عن مكانه ، أو غاب.
(لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطانٍ مُبِينٍ) [النمل : ٢١].
(لَأُعَذِّبَنَّهُ) بنتف ريشه حتى لا يمتنع من شيء ، أو بإحواجه إلى جنسه ، أو بجعله مع أضداده.
(بِسُلْطانٍ) حجة بيّنة أو عذر ظاهر.
(فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقالَ أَحَطْتُ بِما لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ) [النمل : ٢٢].
(أَحَطْتُ) بلغت ، أو علمت ، أو اطلعت ، والإحاطة : العلم بالشيء من جميع جهاته.
(سَبَإٍ) مدينة بالمين يقال لها مأرب بينها وبين صنعاء ثلاث ليالي ، أو حيّ من اليمن سموا باسم أمهم ، أو سئل الرسول صلىاللهعليهوسلم عن سبأ فقال : «هو رجل ولد له عشرة أولاد باليمن منه ستة وبالشام أربعة فأما اليمانيون ؛ فمذحج وحمير وكندة وأنمار والأزد والأشعريون.
وأما الشاميون فلخم وجذام وعاملة وغسان» (١) وقيل هو سبأ بن يعرب بن قحطان سمي سبأ لأنه أول من سبى.
(إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَها عَرْشٌ عَظِيمٌ) [النمل : ٢٣].
(امْرَأَةً) بلقيس بنت شراحيل أو شرحبيل بن مالك بن الريان وأمها جنية (٢).
(مِنْ كُلِّ شَيْءٍ) في أرضها ، أو من أنواع الدنيا كلها.
(عَرْشٌ) سرير ، أو كرسي ، أو مجلس ، أو ملك.
(عَظِيمٌ) كريم ، أو حسن الصنعة ، أو كان ذهبا مسترا بالديباج والحرير قوائمه لؤلؤ وجوهر. وكان يخدمها ستمائة امرأة ، وأهل مشورتها ثلاثمائة واثنا عشر رجلا ؛ كل رجل على عشرة آلاف رجل.
(أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ ما تُخْفُونَ وَما تُعْلِنُونَ) [النمل : ٢٥].
(الْخَبْءَ) غيب السماوات والأرض ، أو خبء السماوات المطر وخبء الأرض :
__________________
(١) أخرجه أبو داود (٤ / ٣٤ ، رقم ٣٩٨٨) ، والترمذى (٥ / ٣٦١ ، رقم ٣٢٢٢) ، والطبراني (١٨ / ٣٢٣ ، رقم ٨٣٤) ، والحاكم (٢ / ٤٦٠ ، رقم ٣٥٨٦).
(٢) كما ورد في الحديث الضعيف «أحد أبوى بلقيس كان جنيا» أخرجه أبو الشيخ في العظمة (٥ / ١٦٥٣ ، رقم ١٠٩٦) ، وابن عساكر (٦٩ / ٦٧) ، وابن عدى (٣ / ٣٦٩ ، ترجمة ٨٠٥ سعيد بن بشير).