.................................................................................................
______________________________________________________
مجموعها ما يقع بين المبدأ والمنتهى ، فهذه الاكوان هي التي يتألف منها مجموع ما بين الحدين الذي هو عبارة عن مجموع تلك الاكوان التي يوجد اللاحق منها بانعدام السابق ، فلا وجود لهذا المحدود بين الحدين بحيث تجتمع فيه جميع اجزائه ، اذ بعد فرض كون اكوانه لا يوجد اللاحق منها الا بعد انعدام السابق فلا اجتماع لها في الوجود وهو واضح ، وانما هي مجتمعة في الخيال الراسم لهذه الاكوان الواقعة بين الحدين ... ومنه يتضح : ان نسبة هذه الاكوان الى الخط الراسم لها في الخيال الذي هو مجموع هذه الاكوان الواقعة بين الحدين هي نسبة الاجزاء الى الكل ، لوضوح ان الخط الممتد المتصل الواقع بين الحدين هو مجموع هذه الاكوان ، فهي بالنسبة اليه اجزاء يتكون منها ذلك الخط الممتد المتصل الموجود في عالم الخيال ، وهذه هي الحركة القطعية المصطلح عليها في فنها.
واخرى : يلاحظ نفس الكون بين المبدأ والمنتهى كعنوان ثابت تكون تلك الاكوان محققاته ومصاديقه ، فنسبة تلك الاكوان الى نفس الكون الملحوظ بهذا اللحاظ نسبة الجزئيات والافراد الى هذا الكون ، وتكون نسبة الكون الى هذه الاكوان المتجددة نسبة الكلي الى افراده ، وهذه الحركة التوسطية المصطلح عليها في فنها.
فاذا عرفت هذا ... نقول : ان الاشكال في جريان الاستصحاب في الامور التدريجية من حيث عدم اتحاد متعلق اليقين والشك ، انما يتوهم حيث يكون مجرى الاستصحاب هو الحركة القطعية التي تكون الاكوان فيها كاجزاء للكل ، وقد عرفت اندفاعه بما مر من ان العدم غير المتخلل لا يضر بوحدة المستصحب عقلا لان الاتصال مساوق للوحدة ، وانما يضر هو العدم المتخلل ، لا هذه الاعدام التي بها قوام حقيقة الحركة ، لان حقيقتها عبارة عن الاخذ والترك ، واما اذا كان المستصحب هو الكلي وهو نفس الكون بين المبدأ والمنتهى بحيث تكون الاكوان المتجددة افرادا له لا اجزاء فلا مجال للتوهم المذكور ، لان المستصحب هو الكلي الثابت ولا تجدد فيه.