والتدرج في الوجود في الحركة ـ في الأين وغيره ـ إنما هو في الحركة القطعية ، وهي كون الشيء في كل آن في حد أو مكان ، لا التوسطية وهي كونه بين المبدأ والمنتهى ، فإنه بهذا المعنى يكون قارا مستمرا (١).
______________________________________________________
العدم البديل ولكنه يكون بحيث لا يضر بالاتصال العرفي ، فيكون هذا الموجود متصلا واحدا عرفا لا حقيقة ، لانه حيث تحقق العدم البديل لهذا الموجود المحدود بالحدين فقد تحقق الانفصال حقيقة عقلا ، إلّا انه بحسب نظر العرف يكون الاتصال باقيا لعدم اعتنائه بهذا المقدار من الانفصال. والى هذا اشار بقوله : ((بل وان تخلل بما لم يخل بالاتصال عرفا)) وان كان هذا المقدار موجبا لتعدد الموجود عقلا لتحقق الانفصال عقلا بالعدم البديل ، إلّا ان العرف لما لم يكن هذا المقدار من الانفصال مضرا في رأيه بالاتصال فالموجود الواحد يكون باقيا بنظره.
وعلى كل فان لم يتحقق العدم البديل ((كانت)) الامور غير القارة ((باقية مطلقا)) عقلا وعرفا ((او)) تكون باقية ((عرفا)) لا عقلا ((ويكون رفع اليد عنها)) حيث تكون متعلقة لليقين ((مع)) فرض ((الشك في استمرارها وانقطاعها نقضا)) لليقين بالشك سواء لم يتخلل العدم البديل فتكون باقية عقلا وعرفا ، او تخلل العدم البديل وكان غير معتنى به في نظر العرف. ثم اشار الى الوجه في ذلك : أي الوجه في جريان الاستصحاب فيها بقوله : ((ولا يعتبر في الاستصحاب بحسب تعريفه)) المستفاد من ((اخبار الباب وغيرها)) كالسيرة مثلا ((من ادلته)) أي من ادلة الاستصحاب ((غير صدق النقض والبقاء كذلك)) أي بحسب نظر العرف الذي عليه المدار ((قطعا)) في جريان الاستصحاب وكون القضية المتيقنة بحسب نظره متحدة مع القضية المشكوكة.
(١) توضيحه : ان للحركة بين الحدين ـ سواء في مقولة الأين او غيرها من المقولات التي تقع فيها الحركة حتى الجوهر بناء على الحركة الجوهرية ـ ملاحظتين ، لان الاكوان المتجددة بين الحدين من المبدأ الى المنتهى : تارة تلاحظ تلك الاكوان التي