ثم لا يخفى أن ذيل موثقة عمار فإذا علمت فقد قذر ، وما لم تعلم فليس عليك يؤيد ما استظهرنا منها ، من كون الحكم المغيى واقعيا ثابتا للشيء بعنوانه ، لا ظاهريا ثابتا له بما هو مشتبه ، لظهوره في أنه متفرع على الغاية وحدها ، وأنه بيان لها وحدها ، منطوقها ومفهومها ، لا لها مع المغيى ، كما لا يخفى على المتأمل (١).
______________________________________________________
الطهارة والحلية ، والقائل بحجيته في بقية الموارد قائل بعدم الفصل والانفكاك بينهما ، وإلّا فمجرد القول بحجيته في الطهارة والحلية والقول بحجيته في بقية الموارد ما لم يقل بالتلازم بينهما لا ينفع ، لامكان كون القول بكل منهما لدليله الخاص لا للتلازم بينهما ، لانه هو الذي يكون مرجعه الى الاجماع المركب. وقوله : ((لعم ... وتم)) هو خبر لانه في قوله ((ولا يذهب عليك انه)).
(١) موثقة عمار هي قوله (كل شيء نظيف حتى تعلم انه قذر ، فاذا علمت فقد قذر ، وما لم تعلم فليس عليك) والذيل هو قوله فاذا علمت ... الى آخره.
وحاصل التأييد : ان ظاهر هذا الذيل انه تفريع على الغاية وحدها. وتوضيحه يتوقف على بيان امرين :
الاول : ان الغاية وهي قوله حتى تعلم الواقعة بعد الحكم على المغيى وهو قوله نظيف اذا كانت غاية للحكم ، تكون دالة بمنطوقها على ثبوت النظافة : أي الطهارة في حال عدم العلم ، وبمفهومها تدل على انتهاء هذا الحكم بالعلم ومع حصول العلم بالقذارة يكون المعلوم قذرا ، واذا كانت الغاية قيدا للموضوع لا تكون مسوقة لبيان الحكم منطوقا ومفهوما ، بل يكون الغرض منها بيان محض القيدية للموضوع ، وان الشيء غير المعلوم حكمه النظافة.
الثاني : ان ذيل الموثقة قد اشتمل على الحكمين المدلول عليهما بالغاية : الحكم المفهومي المدلول عليه بقوله فاذا علمت فقد قذر ، والحكم المنطوقي وهو قوله وما لم تعلم فليس عليك.