أبيك.
قالت : يا رسول الله هو سيّد الشهداء الّذين قتلوا معه؟
قال : لا بل سيّد شهداء الأوّلين والآخرين ما خلا الأنبياء والأوصياء ، وجعفر ابن أبي طالب ذو الجناحين الطيّار في الجنّة مع الملائكة ، وابناك حسن وحسين سبطا امّتي وسيّدا شباب أهل الجنّة ، ومنّا والّذي نفسي بيده مهديّ هذه الامّة الّذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما.
قالت : وأي هؤلاء الّذين سمّيتهم أفضل؟ قال : عليّ بعدي أفضل امّتي ، وحمزة وجعفر أفضل أهل بيتي بعد عليّ وبعدك وبعد ابنيّ وسبطيّ حسن وحسين ، وبعد الأوصياء من ولد ابني هذا ـ وأشار إلى الحسين ـ منهم المهديّ ؛ إنّا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا.
ثمّ نظر رسول الله صلىاللهعليهوآله إليها وإلى بعلها وإلى ابنيها ، فقال : يا سلمان ، أشهد الله أنّي سلم لمن سالمهم ، وحرب لمن حاربهم ، أما إنّهم معي في الجنّة.
ثمّ أقبل على عليّ عليهالسلام ، فقال : يا أخي أنت ستبقى بعدي ، وستلقى من قريش شدّة من تظاهرهم عليك وظلمهم لك ، فإن وجدت عليهم أعوانا فجاهدهم وقاتل من خالفك بمن وافقك ، وإن لم تجد أعوانا فاصبر ، وكفّ يدك ولا تلق بها إلى التهلكة ، فإنّك منّي بمنزلة هارون من موسى ، ولك بهارون اسوة حسنة إذا استضعفه قومه وكادوا يقتلونه ، فاصبر لظلم قريش إيّاك وتظاهرهم عليك ، فإنّك بمنزلة هارون ومن تبعه ، وهم بمنزلة العجل ومن تبعه.
يا عليّ إنّ الله تبارك وتعالى قد قضى الفرقة والاختلاف على هذه الامّة ، ولو شاء الله لجمعهم على الهدى حتّى لا يختلف اثنان من هذه الامّة ولا ينازع في شيء من أمره ولا يجحد المفضول لذي الفضل فضله ، ولو شاء لعجّل النقمة وكان منه التغيير حتّى يكذّب الظالم ويعلم الحقّ أين مصيره ، ولكنّه جعل الدنيا دار الأعمال وجعل الآخرة دار القرار (لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَساؤُا بِما عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى).