أما المنهج من حيث المادة العلمية فسوف أعرض له من خلال ذكر بعض الكتب وأمثلة منها ، وها هي ذي :
تفسير مجاهد بن جبر المكي (١٠٤ ه) : إن معظم تفسير مجاهد يشتمل على شرح الغريب ، وتعبيرات خاصة ، وحل الكلمات الصعبة ، وتوضيح الألفاظ الغامضة ، وتبيين العبارات العويصة أو غير المألوفة ، وفي كثير من آثاره التفسيرية يتجلى لنا مجاهد كأنه لغوي خبير ، متمكن من كلام العرب ولغتهم عارف بأساليب بيانهم ، وتصريف لسانهم واصطلاحاتهم (١) ، وهذه بعض أمثلة من كتابه : قال في قوله تعالى : (بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ) [الحج : ٢٩] أعتقه الله عزوجل من الجبابرة أن يدعيه أحد منهم (٢).
(الْمُسَوَّمَةِ) : [آل عمران : ١٤] المصورة حسنا (٣).
(الْمُهَيْمِنُ) : [الحشر : ٢٣] الشاهد على ما قبله من الكتب (٤).
(وَساءَتْ مُرْتَفَقاً) : [الكهف : ٢٩] أي : مجتمعا (٥).
(فَصَبْرٌ جَمِيلٌ) : [يوسف : ٨٣ ، ١٨] صبر ليس فيه جزع (٦).
وقريب الشبه بهذا التفسير تفسير ابن عباس رضي الله عنه ، وتفسير غريب القرآن للإمام مالك بن أنس.
مجاز القرآن ، لأبي عبيدة معمر بن المثني (٢١٠ ه) : ناقش محقق هذا الكتاب ما ذكرته التراجم أن لأبي عبيدة كتاب : غريب القرآن ، ومعاني القرآن ، وإعراب القرآن ، وقد بين أن ذلك أسماء متعددة والمسمى واحد ، هو هذا الكتاب : " مجاز القرآن" ودلل على أن ليس هناك لأبي عبيدة غير كتابه هذا السالف ذكره ، وأن هذه الأسماء أخذت من الموضوعات التي تناولها المجاز ، فهو يتكلم في معاني القرآن ، وتفسير غريبه ، وفي أثناء هذا يعرض لإعرابه ، ويشرح أوجه تعبيره ، وذلك ما عبر
__________________
(١) تفسير مجاهد : ٢٧ ، ت : عبد الرحمن طاهر ، ط. (١) الكويت ١٣٩٦ ه ـ ١٩٧٦ م).
(٢) تفسير مجاهد : ٢٨.
(٣) تفسير مجاهد : ١٢٣.
(٤) تفسير مجاهد : ١٢٣.
(٥) تفسير مجاهد : ٣٠.
(٦) تفسير مجاهد : ٣٠.