(وَلِيُتَبِّرُوا ما عَلَوْا تَتْبِيراً) التتبير : الهلاك.
(جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ حَصِيراً) والحصير هاهنا : المحبس ، وهو لفظ مشترك ، ويطلق الحصير على البخيل ، وعلى الرجل الباريّة ، وعلى الجنب ، وعلى الملك ، قال لبيد :
وقماقم غلب الرّقاب كأنهم |
|
جنّ لدى باب الحصير قيام |
والحصير : المحبس.
(أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ) طائر الرّجل : عمله الذي فعله.
(فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍ) أف كلمة معناها : الضجر ، وقيل : كلمة تشعر بالأذى ، وقيل : الأفّ : وسخ الأذن ، والتّفّ : وسخ الظّفر ، وفيها تسع لغات : أفّ ، وأفّ وأفّا بالحركات الثلاث مع التشديد والتنوين ، وبالحركات الثلاث بلا تنوين مع التشديد ، وبالحركات الثلاث مع التخفيف هكذا نقله السجاوندي في" عين المعاني في التفسير" ونقل بعض المتأخرين أن فيها خمسين لغة وضبطها وشكلها ذكر ذلك أبو حيان في" ارتشاف الضرب".
(بِالْقِسْطاسِ الْمُسْتَقِيمِ) القسطاس : الميزان بلغة الروم ، ويجوز كسر القاف وضمها (١) ، وهو ما وافقت فيه العرب العجم.
(وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً) المرح : شدة الفرح والنشاط ، وقد مرح بالكسر فهو مرح ومرّيح بالتشديد ، والاسم المراح ، ومرحت عنه بالكسر : فسدت.
(خَشْيَةَ إِمْلاقٍ) الإملاق : الفقر.
(وَإِذْ هُمْ نَجْوى) أي : يتناجون بالكلام.
(فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُسَهُمْ) نغض رأسه ينغض وينغص نغضا ونغوضا أي : تحرّك ، وأنغض رأسه أي : حرّكه كالمتعجب من الشيء.
(وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ) الرؤية : في اليقظة ، والرؤيا : في المنام ، وقد تمسك بهذه الآية من زعم إن الإسراء كان بالروح في المنام ، ومن قال في اليقظة أول الرؤيا بالرؤية ، وقال : إنما سماها رؤيا وأن كانت رؤية لأن المكذبين قالوا : هي رؤيا
__________________
(١) القسطاس بكسر القاف : قراءة حفص وحمزة والكسائي وخلف ، وبضم القاف : قراءة نافع وابن كثير وأبي عمرو وابن عامر وشعبة وأبي جعفر ويعقوب.