سورة مريم
(خِفْتُ الْمَوالِيَ مِنْ وَرائِي) الموالي : الأولياء الذين يخلفونه من ورائه دون من كان من نسله ، وخاف أن يغيّروا الدّين ، فطلب نسلا.
(وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا) العتيّ : يبس المفاصل ، يقال : عتا العود عتيا ، وقد تقدم.
(تَحْتَكِ سَرِيًّا) قيل : نهر صغير ، وقيل : وصف لعيسى ـ عليهالسلام ـ بالسّراية والنّجابة.
(وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا) أي : حينا طويلا ، والملوان : الليل والنهار ، واحدهما : ملا ـ مقصور ـ ومضى مليّ من النهار أي : ساعة طويلة.
(إِنَّهُ كانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا) أي : آتيا ، مفعول بمعنى فاعل ، قال جار الله : الوجه أن الوعد : الجنة وهم يأتونها ، أو هو من قولك : آتى إليه إحسانا أي : كان وعده مفعولا منجزا.
(لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً إِلَّا سَلاماً) إن كان تسليم بعضهم على بعض أو تسليم الملائكة عليهم لغوا فلا يسمعون إلا ذلك ، وهو من وادي قوله :
ولا عيب فيهم غير أنّ سيوفهم |
|
بها فلول من قراع الكتائب |
ويجوز أن يكون على الاستثناء المنقطع.
(بُكْرَةً وَعَشِيًّا) : على مقدار ما يعهدونه في الدنيا من الغذاء طرفي النهار (١).
(أَثاثاً وَرِءْياً) الأثاث : متاع البيت ، والرّءي : حسن المنظر ، وفيها لغات (٢).
(أَطَّلَعَ الْغَيْبَ) : مأخوذ من قولهم اطّلع الجبل إذا ارتقى أعلاه ، وطلع الثنيّة قال جرير :
لاقيت مطلع الجبال وعورا
__________________
(١) قال العلماء : ليس في الجنة ليل ولانهار. وفي الحديث : " ليس هناك ليل إنما هو ضوء ونور يرد الغدو على الرواح والرواح على الغدو وتأتيهم طرف الهدايا من الله تعالى لمواقيت الصلاة التي كانوا يصلونها فيها ـ في الدنيا ـ وتسلم عليهم الملائكة". (ج ٢ ص ٥٢٢) الكشاف.
(٢) اللغات هي : ريّا. ورئيّا ، زيا. ومعنى ريا : أن جلودهم مرتوية من النعمة.