الوحدة كما أنّ الأجزاء عبارة عن الامور المختلفة في لحاظ الكثرة وهذا لا يوجب أن يكون هنا صورة وأجزاء متغايرة ويكون أحدهما محصّلا والآخر محصّلا.
وان شئت فلاحظ العشرة فإنّها عبارة عن هذا الواحد وذاك الواحد وذلك وليس أمرا مغايرا لتلك الوحدات بل هي عبارة عن هذه الكثرات في لحاظ الوحدة والعنوان يحكي عن وحدة جمعية بين الوحدات فلو لاحظت كلّ واحد من الوحدات فقد لاحظت ذات العشرة كما أنّك إذا لاحظت العنوان فقد لاحظت كلّ واحد من الوحدات بلحاظ واحد والفرق بينهما إنّما هو بالإجمال والتفصيل والوحدة والكثرة فالعنوان مجمل هذه الكثرات ومعصورها كما أنّ الأجزاء تفصيل ذلك العنوان ضرورة أنّ ضم موجود إلى موجود آخر حتّى ينتهي إلى ما شاء لا يحصل منه موجود آخر متغاير مع الأجزاء المنضمات.
ودعوة الأمر إلى ايجاد الأجزاء إنّما هو بعين دعوته إلى الطبيعة لا بدعوة مستقلة ولا بدعوة ضمنية ولا بأمر انحلالي ولا بحكم العقل الحاكم بأنّ اتيان الكل لا يحصل إلّا باتيان ما يتوقف عليه من الأجزاء وذلك لأنّ الطبيعة تنحلّ إلى الأجزاء انحلال المجمل إلى مفصّله والمفروض أنّها عين الأجزاء في لحاظ الوحدة لا شيئا آخر فالدعوة إلى الطبيعة الاعتبارية عين الدعوة إلى الأجزاء والبعث إلى احضار عشرة رجال بعث إلى احضار هذا وذاك حتّى يصدق العنوان ومع ما ذكرنا لا حاجة إلى التمسك في مقام الدعوة إلى حكم العقل وإن كان حكمه صحيحا وأمّا الأمر الضمني أو الانحلالي فمما لا طائل تحته إلى أن قال فالأمر لا يرى في تلك اللحاظ (أي لحاظ المركب بصورة وحدانية وهي صورة المركب فانيا فيها الأجزاء) إلّا أمرا واحدا ولا يأمر إلّا بأمر واحد ولكنّ هذا الأمر الوحداني يكون داعيا إلى اتيان الأجزاء بعين دعوته إلى المركب وحجة عليها بعين حجيته عليه لكون المركب هو الأجزاء في لحاظ الوحدة والاضمحلال (١).
هذا مضافا إلى ما حكي عن سيّدنا الاستاذ المحقّق الداماد قدسسره من أنّ ملاك الانحلال ليس
__________________
(١) تهذيب الاصول / ج ٢ ، ص ٣٢٦.