ناحية الحسن الصيقل نعم ربّما يقال إنّ سند الصدوق إليه يشتمل على علي بن الحسين السعدآبادي وهو ممن لم يوثق وإن بنى جمع على وثاقته استنادا إلى بعض الوجوه الضعيفة.
منها كونه من مشايخ ابن قولويه في كتاب كامل الزيارات بناء على استفادة توثيق جميع رواة هذا الكتاب أو خصوص مشايخ مؤلفه من الكلام المذكور في مقدمته لكونه من مشايخه بلا واسطة.
أورد عليه بعض الاعاظم أنّ المقدمة المذكورة لا تدلّ على هذا المعنى بل مفادها أنّه لم يورد في كتابه روايات الضعفاء والمجروحين لذا لم يكن قد أخرجها الرجال الثقات المشهورون بالحديث والعلم المعبر عنهم بنقّاد الأحاديث كمحمد بن الحسن بن الوليد وسعد بن عبد الله واضرابهما وأمّا لو كان قد أخرجها بعض هؤلاء سواء كانوا من مشايخه أو مشايخ مشايخه فهو يعتمدها ويوردها في كتابه فكانه قدسسره يكتفي في الاعتماد على روايات الشذاذ من الرجال على حد تعبيره بايرادها من قبل بعض هؤلاء الأعاظم من نقاد الاحاديث إلى أن قال فليس مراده وثاقة جميع من وقع في أسانيد رواياته فإنّ منهم من لا شائبة في ضعفه وليس مراده وثاقة عامة مشايخه فإنّ منهم من لا تطبق عليهم الصفة التي وصفهم بها قدسسره وهي كونهم مشهورين بالحديث والعلم. (١)
ويمكن أن يقال : إنّ دعوى عدم انطباق وصف المشهور على علي بن الحسين السعدآبادي أوّل الكلام لاحتمال أن كان من المشهورين في ذلك الزمان وإن لم يكن كذلك في زماننا هذا فلا تغفل وعليه فيكفي كون علي بن الحسين السعدآبادي من مشايخ مؤلف كامل الزيارات من دون وساطة كما صرح به المؤلف المذكور في الباب السادس والثلاثين من كامل الزيارات لأنّ المقدمة المذكورة في أول الكتاب تدلّ على أنّ مشايخه المشهورة ثقات.
ومنها : كونه من أحد العدة الذين يروي الكليني بواسطتهم عن البرقي وقد روى عنه أيضا علي بن ابراهيم وعلي بن الحسين والد الصدوق وابو غالب الزراري وغيرهم من
__________________
(١) قاعدة لا ضرر للسيّد المحقّق السيستاني مد ظله العالي / ص ٢١ ـ ٢٢.