ولا ضرار وعليه فهذه الرواية أيضا متعرضة لقوله لا ضرر ولا ضرار ولا يصح عدّ هذه الرواية ممّا يكون خاليا عن جملة لا ضرر ولا ضرار مع ما عرفت من دلالتها على الكبرى المذكورة.
ودعوى أنّ الرواية ضعيفة من ناحية الحسن الصيقل من جهة انه لم يوثق مندفعة بأنّ نقل الأجلاء عنه يوجب الوثوق به وليس معنى ذلك ان بناء الاجلاء على عدم الرواية عن الضعفاء حتى يقال لم يثبت هذا البناء كقاعدة كلية في حق غير محمّد بن أبي عمير وصفوان بن يحيى ومحمّد بن أبي نصر البزنطي بل المقصود أن نقل الأجلاء واكثارهم فيه يوجب الوثوق بمثل الحسن الصيقل والفرق بينهما واضح هذا مضافا إلى أنّ قول النجاشي في مقام ترجمة جعفر بن بشير انه روى عن الثقات ورووا عنه يدلّ على وثاقة من يروى عنهم ومن جملتهم هو الحسن الصيقل ودعوى أنّه لا وجه لاستظهار الحصر من هذه العبارة لأنّ اثبات روايته عن الثقات لا ينفي روايته عن غيرهم كما ترى لأنّ النجاشي في مقام ترجمته وهذه العبارة لو لم تدلّ على الحصر لما كان وجه لذكرها.
اللهمّ إلّا أن يقال : المقصود بالعبارة المذكورة اكثاره الرواية عن الثقات واكثار الثقات الرواية عنه ولا شك في ان هذا أمر ممدوح وصفة عالية في الشخص في مقابل ما يذكر في شأن بعض الرواة كمحمد بن خالد البرقي من انه يروي عن الضعفاء والمجاهيل فإنّه يعدّ نوعا من القدح والذم في حقه (وعليه فلا يدلّ هذه الجملة على توثيق من يروي عنه حتى يكون الحسن الصيقل موثقا).
إلى أن قال مضافا إلى انّ هذه الاستفادة لا تخلو من غرابة في ناحية الرواة عنه فإنّا لم نجد أحدا مهما بلغ من الجلالة والعظمة لا يروي عنه إلّا الثقات حتى أنّ الأئمة المعصومين عليهماالسلام كثيرا ما روى عنهم الوضاعون والكذابون. (١)
نعم يكفي في وثاقته نقل الأجلاء عنه بالتقريب المذكور وعليه فالرواية لا ضعف لها من
__________________
(١) قاعدة لا ضرر للسيد المحقّق السيستاني مد ظله العالي / ص ٢٠.