عليهاالسلام ، وأنّهما ولدا قبل المبعث أيضا (١) ، انتهى.
وقوله رحمهالله : حملت به امه في أيام التشريق : عليه إشكال مشهور : وهو أنّ أقلّ مدّة الحمل ستة أشهر ، وأكثره لا يزيد على السنة ـ عند علمائنا ـ والقول بأنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ولد في ربيع الأول مع كون حمل امه به في أيام التشريق : يقتضي أن يكون صلىاللهعليهوآلهوسلم لبث في بطن امه ثلاثة أشهر ، أو سنة وثلاثة أشهر. وأجيب عنه بوجوه أجودها.
أنّ المراد بأيام التشريق غير الأيام المعروفة بهذا الاسم ، لأنّ هذه التسمية حدثت بعد الإسلام ، وكان للعرب أيام كانت تجتمع فيها بمنى ، وتسميها أيام التشريق ، غير هذه الأيام.
وقيل : إنّهم إذا فاتهم ذو الحجة عوّضوا بدله شهرا وسموا الثلاثة أيام بعد عاشره : أيام التشريق ، وهو النسيء المنهي عنه (٢).
فكانت ولادته ـ كما في التهذيب وإرشاد المفيد رحمهالله ـ بمكة في البيت الحرام ، يوم الجمعة ، لثلاث عشرة خلت من رجب ، سنة ثلاثين من عام الفيل (٣).
وكانت وفاته بالكوفة ليلة الجمعة ـ وفي الكافي : ليلة الأحد (٤) ـ لتسع
__________________
(١) أصول الكافي ١ : ٣٦٤ ، وقد اختصره المصنف في بعض الموارد ، ونقله بالمعنى في البعض الآخر.
(٢) إشارة الى الآية الشريفة : ٣٧ من سورة التوبة ( إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عاماً. ). وانظر مجمع البيان : ٣ / ٢٩ ، بحار الأنوار : ١٥ / ٢٥٢.
(٣) تهذيب الأحكام : ٦ / ١٩ ، الإرشاد : ١ / ٥.
(٤) أصول الكافي : ١ / ٣٧٦ ، باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه.