__________________
نرى أنّ علماء الرجال ذهب كل إلى رأي معين في من هو المقصود.
فالأكثر على أنّه أبي حمزة الثمالي ثابت بن دينار ، ويتلائم من حيث التأريخ.
حيث أنّ وفاته على ما ذكره النجاشي في ترجمته : ١١٥ / ٢٩٦ ، سنة خمسين ومائة.
أمّا الحسن بن محبوب فان وفاته على ما ذكره الكشي في رجاله : ٥٨٤ / ١٠٩٤ ، ومات الحسن بن محبوب في آخر سنة أربع وعشرين ومائتين ، وكان من أبناء خمس وسبعين سنة.
فتكون ولادته حينئذ سنة ١٤٩ ، فيكون عاصر من زمان الثمالي سنة واحدة.
وقد مال إلى هذا ـ أي إلى أنّه أبو حمزة الثمالي ـ الوحيد البهبهاني في تعليقته في ترجمة الحسن بن محبوب : ١٠٨ حيث قال : انّ التهمة في روايته عن أبي حمزة ثابت بن دينار ، ومرّ في ترجمة ثابت رواية الحسن بن محبوب عنه ، وكذا رواية أحمد بن محمّد بن عيسى وأخيه عبد الله عن الحسن.
وانّ وفاة أبي حمزة كانت سنة خمسين ومائة ، فبملاحظة سن الحسن وسنة وفاته ، يظهر أنّ تولد الحسن كان قبل وفاة أبي حمزة بسنة ، والظاهر أنّ هذا منشأ تهمته ، وربما يظهر من ترجمة أحمد أن تهمته من روايته وأخذه عنه في صغر سنه ، وعلى تقدير صحة التواريخ ، ظاهر أنّ روايته عن كتابه ، وغير خفي أنّ هذا ليس بفسق ، ولا منشأ للتهمة ، بل لا يجوز الاتهام بأمثال ذلك ، سيّما مثل الحسن الثقة الجليل ، الذي قد أكثر الأعاظم والأجلة من الثقات والفحول من الرواية عنه عموما ، وروايته عن أبي حمزة خصوصا. وكذا الكلام في الأخذ حال صغر السن ، ولذلك ندم أحمد وتاب. الى آخر كلامه.
ومال الى هذا الرأي أيضا الحائري في منتهى المقال : ١٠٤ في ترجمة الحسن بن محبوب. وكذا المامقاني في تنقيحه : ١ / ٩٠ في ترجمة أحمد بن محمّد بن عيسى.
وذهب آخرون إلى أنّ المقصود منه هو علي بن أبي حمزة البطائني ، وأنّ ما يوجد في بعض نسخ النجاشي من إثبات كلمة الثمالي اشتباه من النساخ ، وكذا في بعض نسخ الكشي حيث فيها عن أبي حمزة ، من سقوط لفظ « ابن ».
ومال إلى هذا الرأي القهبائي في مجمعه : ١ / ١٦١ في ترجمة أحمد بن محمّد بن عيسى ، وكذا في ترجمة الحسن بن محبوب : ٢ / ١٤٤ ، حيث قال فيما قال : والمراد منه علي بن أبي حمزة البطائني ، فإنّ ابن محبوب روى عنه كما سيأتي في ترجمة ثابت بن دينار أبي حمزة الثمالي ، ووجه التهمة حينئذ أنّ ابن محبوب أمتن وأجل من أن يروي عن علي ابن أبي حمزة البطائني فإنّه واقفي ، خبيث ، ردي ، معاند للرضا عليهالسلام. الى آخر ما نقله.