مصنفاته كذلك ـ بالغ في الإنكار ، وقال : بل المراد دعوى الإجماع على صدق الجماعة ، وصحة ما ترويه ، إذا لم يكن في السند من يتوقف فيه ، فإذا قال أحد الجماعة : حدثني فلان ، يكون الإجماع منعقدا على صدق دعواه ، وإذا كان فلان ضعيفا أو غير معروف ، لا يجديه ذلك نفعا.
وقد ذهب الى ما ذهب إليه بعض أفاضل العصر (١) ، وليس لهما دام فضلهما ثالث.
وسائر أساتيذنا ومشايخنا على ما ذهب إليه الأستاذ العلامة أعلى الله في الدارين مقامهم ومقامه.
وادعى السيد الأستاذ دام ظله أنّه لم يعثر في الكتب الفقهية من أول كتاب الطهارات الى آخر كتاب الديات على عمل فقيه من فقهائنا رضي الله عنهم بخبر ضعيف محتجا : بأنّ في سنده أحد الجماعة وهو إليه صحيح.
وإذا وقفت على ما تلوناه عليك عرفت أنّ كلامه سلمه الله تعالى ليس على حقيقته ، على أنّ من لم يعمل يجاب عنه بنحو ما أجاب الأستاذ العلامة عن قدح الشيخ فيما صحّ عن هؤلاء بالإرسال.
بقي شيء آخر : وهو أن الصحيح عند القدماء غير الصحيح المصطلح عليه عند المتأخرين (٢).
__________________
(١) هو السيد البهي والمولى الصفي ، سيدنا السيد مهدي الطباطبائي ـ دام ظله ـ ( منه ) وقال السيد الطباطبائي في رجاله : ٢ / ٣٦٧ في ترجمة زيد النرسي ، وفي رواية ابن أبي عمير لأصل زيد النرسي : وحكى الكشي في رجاله إجماع العصابة على تصحيح ما يصح عنه ، والإقرار له بالفقه والعلم ، ومقتضى ذلك صحة الأصل المذكور ، لكونه ممّا قد صحّ عنه ، بل توثيق راويه أيضا ، لكونه العلة في التصحيح غالبا. الى آخر كلامه.
والظاهر أنّ هذا الكلام يخالف لما في المتن.
(٢) مشرق الشمسين : ٢٦٩ ـ ٢٧٠.