الى هذا المفهوم الهام الذي أريد له أن يغيب عن الأذهان ويمحى عن الذاكرة ويُسدل عليه ستار النسيان ، من خلال التفسير القاصر ، قال لهم : « فنحن أهل الذكر فاسألونا إن كنتم لا تعلمون ».
فقالت العلماء : إنما عنى الله بذلك اليهود والنصارى.
فقال أبو الحسن عليهالسلام : « سبحان الله ! وهل يجوز ذلك ؟ يدعونا إلى دينهم ، ويقولون : انه أفضل من دين الإسلام ! ».
فقال المأمون : فهل عندك في ذلك شرح بخلاف ما قالوه يا أبا الحسن ؟ فقال أبو الحسن عليهالسلام : « نعم ، الذكر رسول الله ، ونحن أهله ، وذلك بيّن في كتاب الله عزّوجلّ حيث يقول في سورة الطلاق : ( فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا * رَّسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ ) (١) فالذكر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ونحن أهله » (٢).
وفي نهاية المطاف اعترف المأمون ومن معه من العلماء بمقدرة الإمام العلمية وأنه بحر زاخر ، وأقرّوا بأفضلية أهل البيت عليهمالسلام ، وقالوا : « جزاكم الله أهل بيت نبيكم عن هذه الأمة خيراً ، فما نجد الشرح والبيان فيما اشتبه علينا إلّا عندكم » (٣).
من المعروف أن الإمامة كانت ـ ومازالت ـ موضوعاً ساخناً يثير
________________
(١) سورة الطلاق : ٦٥ / ١٠ ـ ١١.
(٢) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ٢١٦ ، ح ١ ، باب (٢٣).
(٣) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ٢٠٧ ـ ٢١٧ ، ح ١ ، باب (٢٣) ، وأمالي الشيخ الصّدوق : ٦١٥ ، المجلس (٧٩).