شابٌ في أيام مالك » (١).
جاء في بعض الروايات أن الإمام الرضا عليهالسلام سافر إلى البصرة بعد وفاة أبيه الإمام الكاظم عليهالسلام للتدليل على إمامته ، وإبطال شبهة المنحرفين عن الحق ، وقد نزل ضيفاً في دار الحسن بن محمد العلوي ، وعقد في داره مؤتمراً عاماً ضمّ جمعاً من المسلمين كان من بينهم عمرو بن هداب ، وهو من المنحرفين عن آل البيت عليهمالسلام والمعادين لهم ، كما دعا فيه جاثليق النصارى ، ورأس الجالوت ، والتفت إليهم الإمام فقال لهم :
« إني انما جمعتكم لتسألوني عما شئتم من آثار النبوة وعلامات الامامة التي لا تجدونها إلّا عندنا أهل البيت ، فهلموا.. » وتقدم كل واحد منهم أمام الإمام فسأله عن مسألة فأجاب عليهالسلام عنها بلغته ، فبهر القوم وعجبوا.. (٢) والرواية طويلة اقتصرنا منها على موضع الحاجة.
وقصد الإمام الرضا عليهالسلام الكوفة ، وهناك استقبل استقبالاً حافلاً يليق بشأنه ، ونزل ضيفاً في دار حفص بن عمير اليشكري ، وقد احتف به العلماء والمتكلمون وهم يسألونه عن مختلف المسائل ، وهو يجيبهم عنها ، كان بمثابة « مؤتمر عام » حضره بعض علماء النصارى واليهود وجرت بينه
________________
(١) سير أعلام النبلاء ٩ : ٣٨٨ ، ترجمة ١٢٥.
(٢) الخرائج والجرائح / قطب الدين الراوندي ١ : ٣٤٢ ـ ٣٤٣ ، ح ٦ ، باب (٩).