المبحث الثالث : أدوار أخرىٰ في خدمة الفكر والعقيدة
إذا ما حاولنا تتبع أبرز المعطيات الإيجابية التي قدمها الإمام الرضا عليهالسلام للفكر الإسلامي والعقيدة الإسلامية ، نجدها كثيرة جداً ، ومع هذا يمكن الإشارة إلىٰ بعضها بالعناوين التالية :
نظراً لما امتاز به الإمام الرضا عليهالسلام من عمق علمي فقد أعطى قواعد فكرية تعصم من تمسك بها من الوقوع في مهاوي الضلال أو الانحراف العقيدي وخاصة في القضايا العويصة أو المسائل الخلافية التي تثير الجدل بين الفرق الإسلامية ، وعلى سبيل الاستشهاد لا الحصر ، قد ذكر عند الإمام الرضا عليهالسلام الجبر والتفويض ، فقال : « ألا أعطيكم في هذه أصلاً لا تختلفون فيه ولا يخاصمكم عليه أحد إلّا كسرتموه ؟ » قلنا : إن رأيت ذلك.
فقال عليهالسلام
: «
إنّ الله عزَّوجلَّ لم يطع بإكراه ، ولم يعص بغلبة ، ولم يهمل العباد في ملكه ، وهو المالك لما ملكهم ، والقادر على ما أقدرهم عليه ، فإن ائتمر العباد بالطاعة لم يكن الله عنها صاداً ، ولا منها مانعاً ، وإن ائتمروا بمعصية فشاء أن يحول بينهم وبين ذلك فعل ، فإن لم يحل وفعلوه فليس هو الذي أدخلهم فيها ـ ثم قال عليهالسلام
ـ من يضبط حدود هذا الكلام فقد خصم من