عصر الإمام الرضا عليهالسلام سياسياً وثقافياً إن دراسة حياة الإمام الرضا عليهالسلام لن تكون وافية ما لم
يُسلط الضوء على العصر السياسي والثقافي الذي اكتنف شخصه الشريف ، الأمر الذي يكشف لنا عن منهجه في التعامل مع مايحيط به زمانا ومكانا ، وكيفية معالجته للاتجاهات الفكرية وما تفرزه سياسة عصره من مؤثرات خارجية على الفكر والعقيدة ، سيما وأن الإمام الرضا عليهالسلام
شخصية فذة ظهرت بصماتها واضحة على العصر الذي عاشت فيه. قال الذهبي : (قد كان عليّ الرضا كبير
الشأن ، أهلاً للخلافة) (١)
، فقد كان إمام زمانه وكان الشاهد على عصره ، لما اتصف فيه من كمالات كثيرة : «
فيه العلم والحكم والفهم والسخاء والمعرفة بما يحتاج الناس إليه ، فيما اختلفوا فيه من أمر دينهم ، وفيه حسن الخُلق وحسن الجوار ، وهو باب من أبواب الله عز وجل » (٢). وحتى نحيط بالعصر الذي عاش فيه الإمام
الرضا عليهالسلام
، سوف نستعرضه في مبحثين : الأول : يتناول ذلك العصر من الناحية السياسية ، ________________ (١)
سير أعلام النبلاء ٩ : ٣٩٢ / ١٢٥. (٢)
من حديث للإمام موسى الكاظم عليهالسلام ، عن عيون أخبار
الرضا عليهالسلام ١ : ٣٤ ، ح ٩ ، الباب
٤.الفصل الأول