اللَّهِ .. ) (١).
وقال علي عليهالسلام : يهلك فيَّ اثنان ولا ذنب لي؛ محب مفرط ، ومبغض مفرط ، وأنا أبرأ إلى الله تعالى ممن يغلو فينا ويرفعنا فوق حقنا كبراءة عيسى بن مريم عليهالسلام من النصارى ، قال الله تعالى : ( وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ.. ) (٢) وقال عزوجل : ( لَّن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْدًا لِّلَّهِ.. ) (٣) وقال عزوجل : ( مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ.. ) (٤) ومعناه أنّهما كانا يتغوّطان ، فمن ادعى للأنبياء ربوبية وادعى للأئمة ربوبية أو نبوة أو لغير الأئمة إمامة فنحن منه براء في الدنيا والآخرة » (٥).
وخير ما يعبر عن هذا رواية أبي هاشم الجعفري رضياللهعنه عن الإمام الرضا عليهالسلام وقد سأله عن الغلاة ، فقال بعد أن كفرهم صراحةً :
« .. من جالسهم أو خالطهم أو آكلهم أو شاربهم أو واصلهم أو زوّجهم أو تزوج منهم أو آمنهم أو ائتمنهم على أمانة أو صدق حديثهم أو أعانهم بشطر كلمة خرج من ولاية الله عزوجل وولاية رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وولايتنا أهل
________________
(١) سورة آل عمران : ٣ / ٧٩.
(٢) سورة المائدة : ٥ / ١١٦.
(٣) سورة النساء : ٤ / ١٧٢.
(٤) سورة المائدة : ٥ / ٧٥.
(٥) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ٢١٧ ، ح ١ ، باب (٤٦).