للإمام عليهالسلام تعاليم تربوية وحضارية تساعد الإنسان المسلم على السيطرة على نفسه وكبح جماحها ، وإيقاظ خير ما في النفس البشرية من قيم ومشاعر وأحاسيس ، وتسعى إلى استئصال كل جذور الشرّ في نفوس البشر.
ومن مجموعها يستفاد أن الإمام عليهالسلام يريد للإنسان من خلال السيطرة على نفسه الارتفاع إلى مستوى إيماني أعلى ، إنطلاقاً من تعدّد مراتب الإيمان كما جاء في أحاديث أهل البيت عليهمالسلام بأن الإيمان : يزيد وينقص ويشتدّ ويضعف.
عن أبي عمر الزبيدي : قال الإمام الصادق عليهالسلام : « الإيمان حالات ودرجات وطبقات ومنازل ، فمنه التامّ المنتهي ، ومنه الناقص البيّن نقصانه ، ومنه الراجح الزائد » قلت : إنَّ الإيمان ليتم وينقص ويزيد ؟ قال : « نعم » (١).
وقد نسج الإمام الرضا عليهالسلام على منوال جده الصادق عليهالسلام فحثّ الإنسان المسلم على الارتقاء إلى مراحل إيمانية عالية والتحليق في مدارات روحية أسمى..
روى الفضيل بن يسار عن الإمام الرضا عليهالسلام قوله : « إنَّ الإيمان أفضل من الإسلام بدرجة ، والتقوى أفضل من الإيمان بدرجةٍ ، ولم يُعط بنو آدم أفضل من اليقين » (٢).
________________
(١) اُصول الكافي ٢ : ٣٣ ، ح ١ ، كتاب الإيمان والكفر.
(٢) اُصول الكافي ٢ : ١٦ ، ح ٦ ، باب : فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان.