ولدي » (١). ومعلوم أن الإمام الرضا عليهالسلام أكبر ولد الإمام الكاظم عليهالسلام.
جارى الإمام الكاظم عليهالسلام الاسلوب المتَّبَع عند الأئمة عليهمالسلام في الوصية لأولادهم من بعدهم ، ويبدو أن الإمام الكاظم عليهالسلام في وصيته لولده الرضا عليهالسلام كان يخشى عليه من حسد إخوته ومنافستهم إيّاه ، أو كان يخشى عليه من السلطات الحاكمة التي ترصد بدقة من يخلفه في أمره ، لذلك كانت وصيته له اتخذت أسلوبين :
عندما أوصى لولده الرضا عليهالسلام في الظاهر ، ولأجل التمويه أشرك معه بنيه ، حتى لا يتحسّسوا منه ، ولا تكشف السلطة من يخلفه.
فقد أوصى الإمام الكاظم عليهالسلام للرضا عليهالسلام خاصة ، وأفرده بالوصية وحده ، يظهر كل من الشكلين في الرواية التالية ذات الدلالة :
عن يزيد بن سليط قال : لقيت أبا ابراهيم عليهالسلام ونحن نريد العمرة في بعض الطريق... قال : « أخبرك يا أبا عمارة ، اني خرجت من منزلي فأوصيت إلى ابني فلان وأشركت معه بنيّ في الظاهر ، وأوصيته في الباطن ، وأفردته وحده ، ولو كان الأمر إليّ لجعلته في القاسم لحبّي إيّاه ورأفتي عليه ، ولكن ذاك الى الله يجعله حيث يشاء ».
عند التمعّن في هذه الرواية نكتشف أن السبب في انتخاب الإمام
________________
(١) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ٣٩ ، ح ٢٤ ، باب (٤) ، وفي اعلام الورى ٢ : ٤٦ ، الفصل الثاني : أن الالواح خرجت وهو في الحبس.