المبحث الأول : حواراته عليهالسلام مع أهل الأديان والملل والعقائد المختلفة
اتّخذ الإمام الرضا عليهالسلام من الحوار الهادف ، المبني على الدليل ، وسيلة إلى الإقناع ، وكان حواره عليهالسلام مع أهل الأديان والعقائد المختلفة حواراً مفتوحاً ، وذلك من خلال المناظرات التي عقدها معهم ، وسعى من خلالها على إطلاق العقول من عقال الجهل والحيرة والضلالة. ولعل أهم شاهد نسوقه في هذا المجال مجلس الإمام الرضا عليهالسلام مع أهل الأديان وأصحاب المقالات مثل الجاثليق ورأس الجالوت وعمران الصابىء والهربذ الأكبر ، في التوحيد ، عند المأمون ، ودار الحوار فيها حول مواضيع عقائدية حساسة ، وقد استطاع الإمام الرضا عليهالسلام تحقيق النتائج التالية :
تتبدّىٰ لنا عظمة وعلمية الإمام
الرضا عليهالسلام
وكونه حجة لله على عباده من خلال معرفته الكاملة بالكتب السماوية ، وحفظه التام لمتونها واطلاعه الدقيق على ما تتضمنه من نصوص تثبت نبوة نبينا صلىاللهعليهوآلهوسلم
بحيث لا يسعهم انكارها والتنصل منها ، يتضح لنا ذلك من المناظرة التي جرت بمحضر المأمون وبطلب منه بين الإمام الرضا عليهالسلام
وبين الجاثليق النصراني ورأس الجالوت اليهودي ، وقد طلب الجاثليق من الإمام الرضا عليهالسلام
بعد كلام بينهما أن يقيم شاهدي عدل على ما يقوله في إثبات نبوّة نبينا محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم
بقوله : فأقم شاهدين من غير أهل ملّتك على نُبوة محمد ممن لا تنكرهُ النَّصرانيةُ ،