على الرغم من توفر النصوص الصحيحة الصريحة بإمامة الأئمة الاثني عشر عليهمالسلام ، وعلى الرغم من الأساليب العديدة التي استخدمها الإمام الكاظم عليهالسلام في تأكيد إمامة الإمام الرضا عليهالسلام من بعده ، فقد وجدنا بعض ذوي المطامع والنفوس الضعيفة التي ألقت بظلال كثيفة من الشك حول إمامة الرضا عليهالسلام بعد وفاة أبيه ، ولكن امامنا بدد تلك الاوهام وقشع غيوم الشك ، وقد نوهنا بأن هناك من يحاول حجب الحقيقة بستار من ضباب الطمع أو الحسد. حتى لكأنه يريد إخفاء الشمس الساطعة بالغربال ، ومن هنا تمسكوا بحجج واهية وأقوال مكذوبة ما أنزل الله بها من سلطان نظير قولهم إن أباه عليهالسلام لم يوصِ بإمامته (١) أو أنه ليس له ولد ، والإمامة لا تكون لمن ليس له ولد وكان زعيم هذه المقولة زعيم الغلاة ، الحسين بن قياما الواسطي الذي زعم أنه روىٰ عن الإمام الصادق عليهالسلام بأن الإمام لا يكون عقيماً ، وأن الرضا عليهالسلام ليس له ولد !! (٢)
وكانت هذه الاعتراضات ونظائرها كالفقاعات التي ما أن تنمو في محيطها إلّا وتنفجر بأسرع ما يكون وتتلاشىٰ ، سيّما وأن الإمام الرضا عليهالسلام قد تولّىٰ بنفسه الشريفة الاجابة الشافية والصريحة علىٰ تساؤلات خصومه أين ما كانوا ، كما أن خاصة الإمام الرضا عليهالسلام وثقاته ممّن عرفوا بالورع والجلالة والتقوىٰ قد رووا النص عليه بالإمامة من أبيه عليهالسلام وفي هذا
________________
(١) دلائل الإمامة ٣٦٣ : ٣١١.
(٢) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ٢٠٩ / ١٣ ، وإعلام الورى ٢ : ٣٢٣.