الصادق عليهالسلام (١) ، وهو الموافق للقول الأول.
من جانب آخر وردت روايات عن جدّه الإمام الصادق عليهالسلام مفعمة بشحنة عاطفية كبيرة ، تبشر بولادته المباركة وتكشف عن المكانة المرموقة التي سيحتلها في العالم الإسلامي ، فعن يزيد بن سليط ، قال : لقينا أبا عبد الله عليهالسلام في طريق مكة ونحن جماعة ، فقلت له : بأبي أنت وأمي أنتم الأئمة المطهرون والموت لايعرى منه أحد ، فاحدث اليّ شيئاً القيه الى من يخلفني ، فقال لي : « نعم هؤلاء ولدي ، وهذا سيدهم » وأشار الى ابنه موسى عليهالسلام « ... يخرج الله تعالى منه غوث هذه الأمة وغياثها وعلمها ونورها وفهمها وحكمها ، خير مولود وخير ناشىء يحقن الله به الدماء ويصلح به ذات البين ويلمّ به الشعث (٢) ويشعب به الصدع (٣) ويكسو به العاري ويشبع به الجائع ويؤمن به الخائف وينزل به القطر ويأتمر له العباد ، خير كهل وخير ناشىء ، يبشر به عشيرته قبل أوان حلمه ، قوله حكم وصمته علم ، يبين للناس ما يختلفون فيه.. » (٤).
نشأ الإمام الرضا عليهالسلام بين أحضان بيت أذهب الله تعالى عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً ، فهو ابن الإمام موسىٰ بن جعفر الكاظم عليهالسلام الذي كان
________________
(١) سير أعلام النبلاء ٩ : ٣٨٨ ، ترجمة ١٢٥.
(٢) أي يسد به الخلل.
(٣) أي يجمع به الشقّ والفرقة.
(٤) اعلام الورى ٢ : ٤٨ ، وعيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ٣٣ ، ح ٩٦ ، باب (٤).