ولاية العهد وآثارها على حياة الإمام
تعتبر ولاية العهد من أكبر وأخطر المحطات السياسية في حياة الإمام الرضا عليهالسلام ، فقد كانت تحولاً مفاجئا في السلوك السياسي العباسي تجاه العلويين ، فاجأ رجال الفكر والسياسة في زمانه وأثار موجةً من ردود الفعل المختلفة ، أخذت تتسع دائرتها إلى وقتنا الحاضر ، فكل من يتناول حياة الإمام الرضا عليهالسلام يتطرق بالبحث والتحليل لهذه القضية الحساسة في الفكر السياسي الاسلامي لكونها تشكل سابقة فريدة في السلوك السياسي العباسي عندما يتنازل الحاكم للمعارضة ويعرض عليها تقاسم أعباء الحكم ، حملها البعض على نحو من الجدية وأثنى على المأمون غاية الثناء ، ووصفه بالتجرّد والنزاهة.
على الرغم من كونها مسرحية سياسية أجاد
المأمون نسج فصولها وتوزيع أدوارها وحسن توقيتها. كما يستفاد من تصريحات ولي العهد نفسه عليهالسلام
بعيداً عن تحليلات أولئك المتأخرين ، وبدورنا سوف نستعرض خلفيات ولاية العهد ، والعوامل الدافعة للمأمون على تغيير السياسة القمعية العباسية تجاه العلويين عموماً وشيعة أهل البيت عليهمالسلام على وجه