اربق (١) فسلمت عليه ثم جلست وقلت : جعلت فداك ان أناساً يزعمون أن أباك حي ، فقال : « كذبوا لعنهم الله ، ولو كان حياً ما قسم ميراثه ولا نكح نساؤه ، ولكنه والله ذاق الموت كما ذاقه علي بن أبي طالب عليهالسلام » (٢).
سقط الواقفة تحت حوافر الشك والريب لما وجدوا أن الإمام الرضا عليهالسلام لم يلد له مولود مع تقدمه في السن ، ولم يكن الإمام كما زعموا مسناً وإنما فارق شرخ الشباب ببضع سنين. وعلى أية حال فإن إمامنا الذي كان ينظر للغيب من وراء ستر رقيق قد رد هذه الدعوى وكشف عن أنه سيرزق ولداً يكون حجة على الخلق من بعده ، وإخباره هذا الذي صدقته الأيام يعدّ أحد معاجزه الباهرة.
عن ابن أبي نجران وصفوان ، قالا : حدثنا الحسين بن قياما ، وكان من رؤساء الواقفة ، فسألنا أن نستأذن له على الرضا عليهالسلام ففعلنا ، فلمّا صار بين يديه قال له : أنت إمام ؟ قال : « نعم » ، قال : إنّي أشهد الله أنّك لست بإمام ! قال : فنكت طويلاً في الأرض منكّس الرأس ثم رفع رأسه إليه ، فقال له : « ما علمك أنّي لست بإمام ؟ ».
قال : لأنّا روينا عن أبي عبد الله عليهالسلام : « أن الإمام لايكون عقيماً » ، وأنت قد بلغت هذا السنَّ وليس لك ولد.
قال : فنكس رأسه أطول من المرَّة الأولى ثم رفع رأسه فقال : « اُشهد الله أنّه لاتمضي الأيام والليالي حتّى يرزقني الله ولداً منّي ».
________________
(١) من نواحي رام هرمز في خوزستان ، انظر : معجم البلدان ٢ : ١٣٧.
(٢) اعلام الورى ٢ : ٥٩ ، عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ٢٣٣ ، ح ٢٣ ، باب (٤٧).