بالخَلق (١).
لقد عمل الغلاة على اتخاذ مواقف مناقضة لمباديء الإسلام الصافية مما دفع أئمة الشيعة ورجالاتها إلى البراءة منهم ومحاربتهم.
ومن خلال النظرة الفاحصة للروايات الواردة عن الإمام الرضا عليهالسلام حول الغلاة ، يمكننا تحديد موقفه منهم من خلال النقاط التالية :
لقد نوّهنا بأن الإمام عليهالسلام في معرض رده للشبهات المثارة على أهل البيت عليهمالسلام قال لإبراهيم ابن أبي محمود : « إن أعدائنا وضعوا أخباراً على ثلاثة أقسام : أحدها الغلو.. فإذا سمع الناس الغلو فينا كفّروا شيعتنا ونسبوهم إلى القول بربوبيتنا » (٢).
لقد سدَّ إمامنا المنافذ أمام الغلاة الذين شبهوا الأئمة بالإله من خلال شبهة المعجزات ، فأعلن أن الأئمة ليسوا بأكثر من عباد مخلصين اصطفاهم الله تعالى لدينه ، وليسوا بآلهة ، وأن المعجزات التي ظهرت على أيديهم هي كرامات أكرمهم الله تعالى بها. يتضح لنا كل ذلك من الرواية التالية : عن أبي محمد العسكري أنّ أبا الحسن الرضا عليهمالسلام قال : « إنَّ من تجاوز بأمير المؤمنين العبودية فهو من المغضوب عليهم ومن الضّالين. وقال أمير
________________
(١) الملل والنحل ١ : ١٥٤.
(٢) انظر : عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ٢٧٢ ، ح ٦٣ ، باب (٢٨).