عيسىٰ بالحجّة وهو ابن أقلّ من ثلاث سنين ؟! » (١).
وفي رواية أخرى عن معمر بن خلاد ، قال : سمعت الرضا عليهالسلام يقول : « .. هذا أبو جعفر قد أجلسته مجلسي وصيرته مكاني » ، وقال : « إنا أهل بيت يتوارث أصاغرنا عن أكابرنا القذة بالقذة » (٢).
وهكذا نجد أن الإمام الرضا عليهالسلام قد غدا شعلة من حركة لاتخمد من أجل التمهيد لإمامة ولده محمّد عليهالسلام وكان يرد شبهة صغر سن ولده بمنطق قرآني لايمكن دحضه أو تأويله ، ومما يعزز ما سبق نورد هذه الرواية ذات الدلالة : عن الخيزراني عن أبيه ، قال : كنت واقفاً بين يدي أبي الحسن الرضا عليهالسلام بخراسان ، فقال قائل : يا سيدي إن كان كون فإلىٰ من ؟ قال : « إلى أبي جعفر ابني » ، فكأن القائل استصغر سن أبي جعفر ، فقال أبو الحسن عليهالسلام : « إن الله بعث عيسىٰ بن مريم رسولاً نبياً صاحب رسالة ، مبتدأة في أصغر من السن الذي فيه أبو جعفر عليهالسلام » (٣).
شغلت قضية الإمام المهدي (عجل الله فرجه) حيزاً كبيراً من تفكير إمامنا الرضا عليهالسلام واكتسبت أهمية فائقة في توجهاته ، لا سيما وإن المهدي المنتظر هو الرابع من ولده ، وفيه معالم شبه منه ، وكذلك للحركة التغيرية الكبرىٰ التي سوف يضطلع بها من بعده ، إذ من المنتظر أن تسود العدالة
________________
(١) كشف الغمة ٣ : ١٤٤.
(٢) كشف الغمة ٣ : ١٤٤.
(٣) كشف الغمة ٣ : ١٤٥.