والله لو نازعتني هذا الأمر لأخذت الذي فيه عيناك ، فإن الملك عقيم (١).
وعن الريان بن شبيب ، قال : سمعت المأمون يقول : ما زلت أحب أهل البيت عليهمالسلام واظهر للرشيد بغضهم تقرباً إليه. فلما رأيت أبي هارون يُكرم الكاظم عليهالسلام قلت له : لقد رأيتك عملت بهذا الرجل شيئاً مارأيتك فعلته بأحد من أبناء المهاجرين والأنصار ولابني هاشم ، فمن هذا الرجل ؟! فقال : يابني هذا وارث علم النبيين ، هذا موسى بن جعفر بن محمد عليهمالسلام إن أردت العلم الصحيح فعند هذا. قال المأمون : فحينئذ انغرس في قلبي محبّتهم (٢).
وهناك من يُرجع هذا التحول إلى النذر الذي قطعه المأمون على نفسه بأنه إذا ظفر بأخيه المخلوع فانه يُخرج الخلافة إلىٰ أفضل آل أبي طالب.
وهذا العهد يستدعي ـ بطبيعة الحال ـ الإحسان إلىٰ العلويين. وفي هذا الصدد يروي الاصفهاني : أن المأمون كان خلال صراعه مع أخيه الأمين قد عاهد الله أن ينقل الخلافة إلى أفضل آل أبي طالب ، وان علي الرضا هو أفضل العلويين (٣). ويعزز ذلك ما رواه الصدوق بأن المأمون قال : (فلما وفى الله تعالى بما عاهدته عليه أحببت أن أفي لله بما عاهدته ، فلم أرَ أحداً أحقّ بهذا الأمر من أبي الحسن الرضا) عليهالسلام. والشيخ الصدوق يفسر إقدام المأمون على دعوة الرضا عليهالسلام لقبول ولاية العهد بناءً على هذا النذر (٤).
________________
(١) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ٨٤ ، ح ١١ باب (٧).
(٢) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ٨٧ ، ح ١٢ باب (٧).
(٣) مقاتل الطالبيين : ٥٦٣.
(٤) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ١٧٦ ـ ١٧٧ ، ح ٢٨ باب (٤٠).