حتى كافأته في ولده بما فعلت) (١).
وذات الرأي ينقله صاحب الفخري : من أن زينب بنت سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس قد سألت المأمون عن سبب تحويله الخلافة من العباسيين إلىٰ بيت علي فأجاب : (ما رأيت أحداً من أهل بيتي حين أفضى الأمر إليهم كافوه على فعله في ولده ـ أي في ولد العباس ـ ، فأحببت أن اُكافيه على إحسانه) (٢).
وقد أورد الشيخ الصدوق روايات تعزز هذا الاعتقاد وتدل على ميل المأمون للتشيع : عن سفيان بن نزار قال : كنت يوماً على رأس المأمون ، فقال : أتدرون من علّمني التشيع ؟ فقال القوم جميعاً : لا والله ما نعلم.
قال : علمنيه الرشيد ! قيل له : وكيف ذلك ، والرشيد كان يقتل أهل هذا البيت !
قال : كان يقتلهم على الملك ، لأن الملك عقيم (٣). ثم روى لهم كيف أن هارون قد قام للكاظم عليهالسلام إجلالاً وإعظاماً لما دخل عليه وقبّل وجهه وعينيه وأخذ بيده حتى أجلسه صدر المجلس ، وأن المأمون سأل والده هارون عن ذلك فقال : هذا إمام الناس وحجة الله على خلقه وخليفته على عباده.. وأنا إمام الجماعة في الظاهر والغلبة والقهر ، وموسى بن جعفر إمام حق ، والله يابني انه لأحق بمقام رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم مني ومن الخلق جميعاً ،
________________
(١) تاريخ الخلفاء / السيوطي : ٣٠٧ و ٣٠٨.
(٢) الفخري في الآداب السلطانية / ابن الطقطقا : ٢٠٠.
(٣) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ٨٤ ، ح ١١ باب (٧).