ـ يعني موسى الكاظم عليهالسلام : فداك أبي ، إني قد كبرت وخفت أن يحدث بي حدثٌ ولا ألقاك ، فأخبرني من الإمام من بعدك ؟ فقال : « ابني علي عليهالسلام » (١).
ونظير هذه الرواية ما أسنده الصدوق إلىٰ نصر بن قابوس. قال : قلت لأبي ابراهيم موسى بن جعفر عليهماالسلام : اني سألت أباك عليهالسلام من الذي يكون بعدك ؟ فأخبرني أنك أنت هو ، فأخبرني من الذي يكون بعدك ؟ قال : « ابني علي عليهالسلام » (٢).
لم تقتصر دعوة الإمام الكاظم عليهالسلام لإمامة ولده الرضا عليهالسلام على اللقاءات والاتصالات الفردية التي تتم عادة تحت ستار كثيف من الكتمان والسرية ، بل جهد في إعلان إمامته أمام الجموع أو الملأ العام ، لاسيما وأنه قد أدرك أن حصرها في نطاق ضيق قد لايحقق النتيجة المرجوة ، فمن المحتمل أن تكون عرضة للتشكيك أو الإنكار ، وقد تعطي مبرراً لتنصل أهل الأهواء وملتمسي الأعذار وأصحاب المطامع بالأموال.
من أجل ذلك أخذ الإمام الكاظم عليهالسلام يجمع في بداية الأمر من يخصه بالقرابة القريبة من ولد علي وفاطمة عليهمالسلام : عن حيدر بن أيوب ، قال : كنّا بالمدينة في موضع يعرف بالقبا ، فيه محمد بن زيد بن علي ، فجاء بعد الوقت الذي كان يجيئنا فيه ، فقلنا له : جعلنا الله فداك ،
________________
(١) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ٣٣ ، ح ٨ ، باب (٤).
(٢) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ٤٠ ، ح ٢٦ ، باب (٤).