مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ ) (١).
يابن أبي محمود ، إذا أخذ الناس يميناً وشمالاً فالزم طريقتنا ، فانه من لزمنا لزمناه ، ومن فارقنا فارقناه ، ان أدنى ما يخرج به الرجل من الإيمان أن يقول للحصاة : هذه نواة ثم يدين بذلك ويبرء ممن خالفه ، يابن أبي محمود احفظ ما حدثتك به ، فقد جمعت لك خير الدنيا والآخرة » (٢).
وهكذا نجد إمامنا يقوم بتعرية وفضح أساليب أعداء أهل البيت عليهمالسلام وتقويم اعوجاج الأذهان وقشع غيوم الشبهات المثارة.
ومن الشواهد ذات الدلالة على ذلك ما روي عن محمد بن زيد الطبريِّ ، قال : كنت قائماً على رأس الرِّضا عليهالسلام بخراسان ، وعنده جماعة من بني هاشم منهم إسحاق بن العباس بن موسى.. فقال عليهالسلام له : « يا اسحاق بلغني أنَّكم تقولون : إنّا نقول : إنَّ الناس عبيد لنا ! لا وقرابتي من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ما قلته قطّ ، ولا سمعته من أحد من آبائي ، ولا بلغني عن أحد منهم قاله ، ولكنّا نقول : النّاس عبيد لنا في الطاعة ، مدال لنا في الدِّين ، فليبلّغ الشاهد الغائب » (٣).
من المبحث السابق اتضح لنا مقدار الجهد العلمي الكبير الذي بذله إمامنا عليهالسلام من أجل الذود عن العقيدة والفكر الإسلامي ، وكان
________________
(١) سورة الأنعام : ٦ / ١٠٨.
(٢) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ٢٧٢ ، ح ٦٣ ، باب (٢٨).
(٣) أمالي الشيخ المفيد : ٢٥٣ ، المجلس الثلاثون.